| |
أما بعد بين مؤسستين عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
|
|
مضت عشر سنوات منذ أن تعيّن في وظيفته، وكان طوال هذه المدة يؤدي عمله برتابة مملّة، لا جديد ولا تجديد، لا تفاعل ولا تفعيل، مجرد آلة صماء مبرمجة، تقوم بواجباتها اليومية بصمت وسكون يتحدّى سكون الليل، اليوم مثل الأمس، تمر الأيام والآلة تدور، تدور بلا روح، هذه حالة تتكرر في أكثر من موقع، إنها حالة من الموت البطيء، تصيب صاحبها بالشلل والانكماش، وقلة الفاعلية، وليت الأمر يقتصر على الموظف نفسه، لا.. بل يمتد الشلل ليلحق بالمؤسسة التي يعمل فيها، فيصيبها بداء الشيخوخة المبكرة فتبدو أعراض الوهن والضعف، من سوء في ترتيب المعاملات وتراكمها، وإجراءات عرضها وإنهائها وحفظها، وأحياناً تلفها أو فقدانها، عندئذ تفقد هذه المؤسة حيويتها وتجدّدها وبالتالي هيبتها واحترامها. فالموظف - أياً كان موقعه - مطالب بالتجديد والابتكار والبحث عن أساليب وطرائق جديدة لتطوير إجراءات العمل وآلياته وأدائه، فرأي مع رأي يتفاعلان ويتلاقحان، فتنتج آراء جديدة، وإجراءات جديدة، فإذا بالعمل تتجدد حيويته وفاعليته، ولا مجال فيه للفشل أو الملل، لأن كل موظف لديه دافعية قوية للتجديد والتطوير، فهنيئاً لكل مؤسسة يستشعر منسوبوها أن على عاتق كل واحد منهم مسؤولية في جعل مؤسسته دائما شابة حيوية نشطة، وعزاء لتلك التي يلف أفرادها رداء الكسل، وكان الله في عون الذين يتردّدون عليها.
|
|
|
| |
|