| |
يوم تكافأ النفوس خالد عبد العزيز الحمادا / بريدة
|
|
في تصوري أن من أجمل الكتابات.. الكتابة عن يوم بهيج وهو يوم العيد.. لماذا؟ لأن القلم آلة والكلمات ثياب جميلة زاهية تلبس معاني النشوة والفرح التي تفيض بها المشاعر يوم العيد وعاطفة الفرح ونشوة السعادة فيض مشاعري يزيده العيد حدة في التدفق فتثقل العبارة عن حمل هذا الكم واستيعاب هذا الفيض من نفحات السعادة.. فالكلمات التي تتلكأ والعبارات التي لا تكاد تنتظم وقد تنسحب من عرض الطريق والحروف التي لا تبين والجمل التي لا تكاد تكتمل.. أنا لست سببها.. حتى ولا طريقة الكتابة ولا الطباعة.. هو شيء واحد فقط.. هو سبب واحد فقط لا غير.. إنه العيد عيد الفطر أجمل يوم وأسعد زمن وأطعم لحظات وألذ نفحات.. يوم فضيل جاء بعد شهر كريم.. إنه يوم التتويج الكبير لا عذر اليوم.. الجميع يشارك.. الجميع يشهد لا أحد يتخاذل.. حتى أصحاب الأعذار (الحيض) يحضرن هذا الفضل من خارج مصلى العيد، والمرأة التي لا تجد جلباباً تعطيها أختها من جلبابها كما أمرنا صلى الله عليه وسلم، فالصغير والكبير الأسر جميعها يجب أن تخرج من بيتها لحضور هذا المشهد واليوم الفضيل. في شهر رمضان مستنا نفحات روحانية وارتقينا درجات في الإخلاص والتقوى والعبادة حتى قال ربنا (الصوم لي وأنا أجزي به) ولذلك كافأنا ربنا سبحانه بهذا العيد وأمرنا أن نستقبله ونخرج إليه بالتكبير الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. عندما نكبر فنحن نكبره على ما هدانا وتفضل به علينا من هذا الخير. يوم العيد يوم عبادي كبير لكنه يوم فطر وفرح وسرور ولذلك فهي فيه عن الصيام أو أي عبادة تغيب معاني الفرح وتذهب الراحة والسرور يوم العيد يوم المكافأة لهذه النفس التي خرجت لتوها من عبادة فهو بمثابة الجائزة ومحطة الاستراحة والفسحة التي تأخذها النفس لكي تأخذ نفسها وتدفعها أكثر للصعود والرقي إلى مدارج السمو والرفعة. (لكل قوم عيد وهذا عيدنا) هكذا قال عليه الصلاة والسلام، فكل أمة لها عيد يخصها ويمليه عليها معتقدها وثقافتها وتقاليدها، ونحن المسلمين هذا عيدنا أملته علينا شريعتنا وعلمنا إياه ربنا، ولكي نتربى ولكي يعلم غير المسلمين أن (ديننا فيه فسحة) كما أخبر رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس فقط عبادة محضة بل هناك أوقات للفرح والسروح يفرح فيه الجميع ويشارك فيه الجميع بلا استثناء، فالفقير قد كفلت له زكاة الفطر طعامه وهيأت له قوته الذي يطعم به مع الجميع، والتي لا تجد جلباباً فلتعطها أختها من جلبابها، فالدعوة عامة والفرحة غامرة وشاملة، فمرحباً بك يا عيد.. حللت أهلاً ووطئت سهلاً.. ها هي بشائرك تترى ومواكبك تزف لنا من قريب، ها أنت تنثر ابتسامتك وتكسو بها الوجوه بشائر العيد تترى غنية الصور وطابع البر يكسو أوجه البشر. أحبائي.. عيدكم مبارك وكل عام وأنتم ترفلون بثياب الأنس والمسرة وتقبل الله صيامنا وقيامنا. سطور أخيرة: العيد منحة ربانية وشُرع لحكمة لابد أن نعيها ونراعيها وكما أمرنا فيه أن نتطيب ونلبس الجديد فكذلك نفوسنا هي بحاجة إلى تجديد ونبذ العدا وتذويب الأحقاد وجعل العيد فرصة للتواصل والتصافي والنقاء.
|
|
|
| |
|