كلوا واشربوا.. وعيدكم مبارك
عبدالرحمن علي حمياني

في العيد البسمة بلا ثمن.. والمصافحة رمز المحبة، والمعانقة هتان الأخوة الصادقة.. في العيد يلهو الصفاء في أحضان القلوب النقية.. في العيد تزهر أسارير الفرح في حدائق الإيمان.. في العيد لا يوجد حدود لطعم اللقاءات الجميلة البريئة، كما أن الجمال بكل معانيه يقتحم أسوار المشاعر والأحاسيس بدون بطاقة استئذان.. في العيد السعيد تتجلى براءة الطفولة، وفي العيد النفس غيمة حالمة ووردة متفتحة، وفي العيد تنفلق بذور العفو والتسامح، بعدما ارتوت بماء التقوى في شهر رمضان، فقطفنا ثمار المصالحة في العيد.. في هذا اليوم أطلق لنفسك عنان التسامح، وأمط اللثام عن ينابيع العطف والحنان، في هذا اليوم تكون القبلة الخجولة في جبين الأم الرؤوم وفي كف الأب العطوف بصمة مشرقة، ونقطة في سجل البر والإحسان، دعونا في هذا اليوم نؤجل الأشياء غير المستحسنة تمهيداً لقفلها للأبد، هذا يوم الجوائز والفوز والرضوان، في هذا اليوم يوفى الصائمون أجرهم بغير حساب - بإذن ربهم - (الصوم لي وأنا أجزي به)، وفي اليوم الآخر نسأل الله أن نكون ممن يشملهم قول البَرّ الرحيم {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً. حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً} ويقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}.
جعل الله أيامنا عيداً، وألبسنا تاج الصحة والعافية، وملأ أوقاتنا بطاعته ورضوانه.