| |
وقفات في محطات العيد سليمان علي النهابي
|
|
تصافح قلوبنا فرحة العيد ويلامس نفوسنا بياضه الناصع ونقف جميعاً على بوابة العيد لنسجل وقفات مترددة عبر محطات متفرقة ببياضها ونشوتها وفرحها وبهجتها تصافحنا البهجة وتلامسنا الفرحة وتوقظ في نفوسنا معالم ومحطات متناثرة. يأتي العيد والأمة الإسلامية تعج بآلامها وتتناثر ويلاتها.. فما يحيط بالمسجد الأقصى من مخاطر تدمى لها القلوب وتتأثر بها النفوس وما تشكو منه الأمة من تداعيات وتفرق تتحطم على جبهاتها وفي أحضانها نفوس شتى وقلوب لا تحصى.. ويل لأمتنا من هذا التمزق فكم ضعيف ضاع وكم شيخ هرم عانى ويلات الكبر بعيداً عن الأهل والولد.. وكم صغير فقد والده وأسرته وكم مريض فقد الدواء وعانى المرض وكم من أمة تشردت ومجتمع تزعزت قواه وخارت عضلاته وتمزق شمله. يأتي العيد وحال الأمة في ضعف وهوان بسبب التمزق والشتات ولسان حالها يردد قول المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد لما مضى أم لأمر فيك تجديد هكذا حال الأمة والعيد يلقي بظلاله على المجتمع معلناً عن بدء مرحلة جديدة وصفحة ناصعة تثبت في أفراد المجتمع روح الصفاء والنقاء والسائل فيهم يرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن تنعم الأمة بالاستقرار والأمن والدعة بعيداً عن أجواء الحروب الطاحنة التي أنهكت جسد المجتمع ومزقت أعضاءه وشتتت أفراده. يحل بنا العيد يحمل إلينا اشراقة جميلة بأمل جديد ولوحة مضيئة تسعد الأمة وتطرد عنها عتمة اليأس وظلام المتاعب وتضيء لأفراد المجتمع وطريقاً سالكاً نحو الحرية والاستقرار. يصحو الناس صباح العيد فيلتقون في ساعاته الأولى عبر مصلياته وساحاته وأصوات التكبير والتهليل تجلجل المسامع وتزف للناس إشراقة جميلة في صباح جميل يمنح الأفراد عوداً حميداً إلى الله تعالى لتصفو النفوس وتعيد لأمة الإسلام قوتها وشكيمتها وعزتها ونصرها. ينتشر الناس في العيد عبر مسارب الحياة وممراتها فترى الطفولة ببراءتها والشيخوخة بحكمتها والشباب بفتوتهم ونشاطهم تتصافح أياديهم وتتلاقى قلوبهم وتصفو نفوسهم. هنيئاً لنا بالعيد وإشراقته هنيئاً لنا بالعيد وفرحته هنيئاً لنا بالعيد نقياً صافياً لا تشوبه الشوائب.
|
|
|
| |
|