| |
إنسانية الأمير وغفلة التجار محمد أبو حمراء
|
|
قرأنا في الصحف أن صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز- وفقه الله- قد خصص عيدية لأسر شهداء الواجب من أبناء هذا الوطن؛ وقد وقفت كثيراً على هذا الخبر؛ لأنه خبر يعطي انطباعاً لاشك فيه عن عمق إنسانية ولي العهد وحبه لأبنائه الذين قضوا نحبهم خدمة لأمن وطنهم؛ وأن سموه لماح للفرص المبهجة للمواطن والوطن؛ وأنا وأنتم لا نستغرب هذا من الأب الحاني ذي القلب الكبير الأمير سلطان رجل الخير والمحبة؛ فهي سمة من سمات أبناء المؤسس جبلوا عليها وزرعها المؤسس في قلوبهم تجاه أمتهم وشعبهم؛ وفكرت أكثر في رجال حباهم الله المال والجاه؛ وقد كفلت لهم الدولة الأمن والتحرك في تجارتهم بكل سهولة ويسر؛ فلا ضرائب ولا غيرها مما يعيق كسبهم؛ بل هم يجمعون أضعاف ما يجمعه غيرهم في بلاد أخرى وبتجارة مثل تجارتهم؛ أي أنهم يكسبون الأضعاف المضاعفة -زادهم الله من فضله- ولكننا نجد أن (أغلبهم) سلبيون تجاه اللفتات الإنسانية الواجبة على مثلهم؛ بل إن بعضهم لا يتبرع إلا أن يطلب منه ذلك، وبعد إلحاح شديد جدا؛ فقد سمعت من أحدهم وهو يملك ما تنوء به الجبال من المال وهو يقول: والله استحينا من.. وتبرعنا، هكذا قال!! وهنا صعقت كثيراً من رجل أعطاه الله المال الذي سوف يغطي حياته ولو عاش مائة عام من اليوم وإلى حياة أحفاد أحفاده، ولا ينطبق كلامي هذا على كل التجار؛ بل إني أعرف كثيرين منهم يتبرعون في سبيل الخير للفقراء والمساكين والمدينين من الناس؛ وكذلك هناك من تبرع بقطع أراض لأسر الشهداء، وغير ذلك مما يصب في مصلحة وتنمية الحس الأمني لدى رجال الأمن؛ وهم رجال لم تقصر عليهم وزارة الداخلية في شيء؛ لكن كمشاركة وطنية ورمزية وكإقرار بأنهم ماتوا وهم يدافعون عن أمن وطنهم فلابد أن يكون للموسرين مشاركة دون أن يكون هناك سؤال لهم بالمشاركة؛ أي أن تكون مبادرة دون تدخل!! والإنسان إذا رزقه الله خيراً فلا يبخل به على رجال هم يسهرون وهو نائم آمن قرير العين؛ وهو الواجب حقاً؛ وفعلاً أعجبني شخص حينما قام بتقديم أكباش على صحون كبيرة لرجال الأمن الذين يرابطون يوم العيد في الحي الذي يسكنه وقال لهم: هذا عيادكم يا النشامى تستاهلون أكثر، فكأنهم كرهوا أن يقبلوا ذلك منه لكنه قال: أنتم تستاهلون أكثر؛ وبدلاً من دعوتكم كل على حدة للعيد في بيتي القريب منكم أردت إكرامكم في محلكم، ما قام به هذا الرجل أطربني كثيراً؛ ليس لأن هناك حاجة للعياد ذاته؛ لكن لأن هناك من يقول لرجال الأمن؛ أنتم منا وفينا ونقدر سهركم وبعدكم عن أسركم يوم العيد ونشارككم الفرحة وحب الوطن. رباط الخير والوفاء؛ هي خاطرة أثارتها لفتة أمير الإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أسوقها للمواطنين جميعا؛ سواء في المدن المزدحمة أو القرى الصغيرة.. لابد أن يعرف إخواننا وأبناؤنا المرابطون يوم العيد أن هناك من يشاركهم العيد رغم زحمة ومسؤولية العمل الكثير.. وفق الله الجميع.
فاكس 2372911 |
|
|
| |
|