تقلص عدد سكان روسيا 400 ألف نسمة منذ بداية العام.. والحكومة تسعى إلى تشجيع عودة مواطنيها المقيمين في الخارج!

* موسكو - سعيد طانيوس:
تقلص عدد سكان روسيا الدائمين منذ بداية العام الجاري حتى نهاية شهر آب - اغسطس الماضي بنسبة 0.29 بالمائة، أي ان عدد سكان روسيا تراجع 408.2 ألف نسمة خلال ثمانية أشهر، ليصبح العدد الإجمالي للروس المقيمين في مطلع أيلول - سبتمبر 142.3 مليون نسمة.
ووردت هذه الأرقام في التقرير الدوري لهيئة الإحصاء الفيدرالية الذي تم نشره اليوم.
وتقلص عدد السكان خلال نفس الفترة من العام الماضي بمقدار 506.4 ألف نسمة أو بنسبة 0.35 بالمائة.
ومع تراجع عدد السكان انخفضت تبعا لذلك نسبة العاطلين عن العمل في البلاد لأن البعض من هؤلاء أصبحوا (عاطلين) عن الحياة، وأعلنت هيئة الإحصاء الفيدرالية الوطنية أن مجمل عدد العاطلين عن العمل في روسيا انخفض في أيلول - سبتمبر عام 2006 مقارنة بآب - أغسطس بنسبة 1 بالمائة ووصل إلى 5.3 مليون شخص بما في ذلك عدد المسجلين رسميا الذي انخفض بنسبة 1 بالمائة ووصل إلى 1.7 مليون شخص.
وتقلص مجمل عدد العاطلين مقارنة بأيلول - سبتمبر عام 2005 بنسبة 2.8 بالمائة والمسجلين رسميا 3.4 بالمائة.
وشكل مستوى البطالة في أيلول - سبتمبر 7.1 بالمائة من عدد السكان القادرين على العمل.
وعلى العموم شكّل عدد السكان النشطين اقتصاديا في أيلول - سبتمبر وفقا لتقديرات هيئة الإحصاء الوطنية 74.7 مليون شخص، حوالي 52 بالمائة من مجمل عدد سكان البلاد.
وبغية تدارك التدهور الديموغرافي المتسارع الذي تشهده روسيا، يشارك نحو 600 مندوب للجاليات الروسية المنتشرة في 103 بلدان في مؤتمر الجاليات الروسية الذي يبدأ أعماله في مدينة سانت بطرسبورج الأربعاء. وكان المؤتمر الأخير من هذا النوع قد عقد قبل خمسة أعوام.
ويقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا شهدت خلال الأعوام المنصرمة تطورات مهمة تهدف إلى تحسين أحوال رعاياها المعيشية، وهو ما يراه الروس المقيمون في الخارج الذين يريدون أن يجدوا نفعا لوطنهم التاريخي. ومن جانبه فإن الوطن مستعد لمساعدة أبنائه أينما عاشوا على المحافظة على هويتهم والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم وعلى العودة إلى الوطن إذا شاؤوا هذا.
ويشير لافروف إلى اعتماد الحكومة الروسية ثلاثة برامج: برنامج التعامل مع الروس المقيمين في الخارج وبرنامج دعم اللغة الروسية وبرنامج مساعدة الراغبين في الانتقال إلى روسيا. وبلغت الاعتمادات التي رصدتها الحكومة الروسية لبرامج مؤازرة أبناء روسيا في الخارج أكثر من 320 مليون روبل في عام 2006 (12 مليون دولار)، وسوف تتزايد هذه الاعتمادات بشكل ملموس في الأعوام القادمة.
وتهتم روسيا برعاية الناطقين باللغة الروسية في الخارج خاصة في الساحة السوفييتية سابقا؛ إذ تسير الأمور هناك إلى تقلص رقعة استخدام اللغة الروسية وتخفيض عدد المؤسسات التعليمية التي تستخدم اللغة الروسية. وتواجه المسارح الروسية مصاعب كبيرة، كما يشير إلى ذلك وزير الخارجية الروسي. ويهدف برنامج دعم اللغة الروسية إلى توطيد مواقعها في الخارج. وتعلق روسيا أهمية كبيرة على فعاليات عام اللغة الروسية في العالم المزمع الإعلان عنه في عام 2007 .
ويهدف البرنامج الثالث إلى تهيئة الظروف لإيواء الروس الذين قرروا الانتقال إلى الوطن التاريخي، والحياة الحافلة في روسيا، وذلك مع الأخذ في الاعتبار احتياجات هؤلاء واحتياجات المناطق الروسية على نحو سواء.
ويقول وزير الخارجية الروسي إن روسيا في حاجة إلى مهاجرين يتكلمون اللغة الروسية ويحترمون الثقافة الروسية. وفي الوقت نفسه فإن لدى روسيا مصلحة واهتماما بأن يرتفع الطلب على الاستفادة من طاقات وقدرات الروس خارج الوطن في البلدان التي يعيشون فيها.