| |
مؤرخ إسرائيلي مرموق يصدر كتاباً مثيراً للجدل (التطهير العرقي لفلسطين) تجريد أكثر من مليون فلسطيني من أرضهم وديارهم وأملاكهم
|
|
* القدس المحتلة - بلال أبو دقة: أكد مؤرخ إسرائيلي مرموق أن الإنكار المتواصل للتطهير العرقي الذي حدث في فلسطين منذ عام 1948م وتجريد أكثر من مليون فلسطيني من أرضهم وديارهم وأملاكهم يمثل مظلمة كبيرة يجب أن ترد. وكشف المؤرخ الإسرائيلي (ايلان بابي) أستاذ التاريخ بجامعة حيفا الإسرائيلية في كتابه الجديد المثير للجدل (التطهير العرقي لفلسطين) من خلال وثائق كشف عنها مؤخرا المصير الذي آل إليه سكان فلسطين في الأربعينيات من القرن الماضي على أيدى القيادات السياسية والعسكرية للصهاينة التي أدت أفعالهم إلى ترحيل أكثر من مليون فلسطيني من مدنهم وقراهم وإلى محو أكثر من 400 قرية من الخريطة وقتل الآلاف من المدنيين. وسجّل المؤرخ الإسرائيلي المعروف بشجاعته العلمية والبحثية في كتابه الذي صدر في واشنطن: أن جذور الصراع الحقيقية بدأت بالنكبة وهي ترحيل أكثر من مليون فلسطيني من ديارهم وأراضيهم عام 1948م. ويؤكد الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي (ايلان بابي) أن رفض الاعتراف بهذه الحقيقة وحرمان هؤلاء المهجرين من حق العودة إلى أرض أجدادهم لا يمثل فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان, ولكن أيضا رفضاً من قبل عملية السلام للأساس الجوهري لأي سلام دائم في الشرق الأوسط وما وراءه. ويركز المؤرخ الإسرائيلي في كتابه الذي يحتوى على 265 صفحة - وفي معرض استعراضه تخطيط وتنفيذ العمليات اليهودية أثناء الانتداب البريطاني وحتى الاستقلال- على أنشطة العصابات الصهيونية (الهجاناه والأرجون وبالماخ). ويعيد المؤرخ والأكاديمي الإسرائيلي- من خلال الوثائق التي تتضمن محاضر اجتماعات وزارة الحرب غير الرسمية التي كان يقودها مؤسس دولة إسرائيل وأول رئيس حكومة لها (ديفيد بن غوريون) والمذكرات الشخصية لعدد كبير من المسئولين الرئيسيين في جميع قطاعات القيادة اليهودية في هذا الوقت - الربط بين التوجهات والدوافع التي أثرت على ممارسات المجتمع اليهودي نحو السكان الفلسطينيين الأصليين. ويقول المؤرخ والكاتب الإسرائيلي إن المؤرخين الإسرائيليين، ومن بينهم المؤرخون الجدد، يزعمون أن الدول العربية هي التي شنت الحرب على الدولة العبرية من أجل القضاء عليها مما تسبب في طرد الفلسطينيين؛ مؤكدا أن ما فعله العالم العربي هو أنه حاول منع هذا التطهير العرقي، إلا أن محاولته كانت (مشرذمة ومنكفئة) على الذات وغير فعالة في وقف اجتثاث جذور نصف الشعب الفلسطيني وتدمير نصف قراه ومدنه وقتل الآلاف من أبنائه. ويوضح المؤرخ والكاتب الإسرائيلي أنه منذ تنفيذ هذا التطهير العرقي بنجاح في نحو 80 في المائة من فلسطين دون عواقب عالمية، ما زالت سياسة التطهير مستمرة منذ عام 1967 في العشرين بالمائة الباقية من هذا البلد, مؤكدا أن إقامة دولة يهودية في فلسطين التاريخية المطهرة عرقيا من شعبها الأصلي ما زالت تشكل البنية الأساسية للفكر الذي قامت عليه إسرائيل. ويرى الكاتب الإسرائيلي أن كيفية تحقيق هذا الهدف تمثل قضية حاسمة بين اليسار الصهيوني- الذي يأمل في التفاوض حول تسوية تترك عددا قليلا من الفلسطينيين في إسرائيل الكبرى- وبين اليمين الصهيوني الذي يرغب في تنفيذ سياسة تطهير أكثر مباشرة اليوم. ويطبق المؤرخ الإسرائيلي التعريف الأكاديمي والقانوني للتطهير العرقي كما هو معروف دوليا وأمريكيا على الحال الفلسطينية.. ويقول: إذا كان التطهير العرقي في عين الأمم المتحدة وفي عين وزارة الخارجية الأمريكية يمثل جريمة ضد الإنسانية، فيجب أن يتم النظر إلى ما فعلته إسرائيل في الماضي وما تمارسه من سياسات في الحاضر من هذا المنظور. واعتمد المؤرخ الإسرائيلي (ايلان بابي) في كتابه على ثلاثة مصادر رئيسية: الأول: الوثائق التي حصل عليها من سجلات الأرشيف العسكري الإسرائيلي التي أفرج عنها في التسعينيات.. الثاني: إعادة قراءة الوثائق القديمة من منظور التطهير العرقي. الثالث: السجلات الشفهية الفلسطينية واسعة النطاق المتمثلة في الضحايا والمهجرين.
|
|
|
| |
|