| |
أما بعد كفى استهزاء وتطاولاً د.عبد الله بن عبد العزيز المعيلي
|
|
لا يجادل عاقل ولا يتردد حول قيمة النقد وأهميته، وضرورته والحاجة إليه، لأن الكمال لله سبحانه وتعالى، والنائم هو الذي لا يتعثر، فطالما أن هناك حركة واجتهاداً وعملاً فمظنة الخطأ والتقصير والتجاوز وغير ذلك من أوجه القصور البشري الذي يخرج العمل عن إطاره المألوف والمقبول أمر متوقع، والنقد هو الذي يرقى بالأداء ويضبطه، ويقوِّم المعوج، ويدفع إلى بلوغ أقصى درجات الكمال المنشود، وللنقد أدبياته وأخلاقه وأدواته ورجاله، هذا الفن يجب ألا يخوض غماره إلا المؤهلون الأكفياء القادرون الذين يمتلكون الرؤية الصائبة العادلة المتوازنة، فهذا الفن يهدف إلى البناء لا الهدم، هذا الفن يجب أن تتصدى له النفوس السوية العاقلة، وعلى ذوي الهوى و النفوس المضطربة أن يزنوا أنفسهم ويضعوها في موقعها الملائم، ويتركوا النقد للمصلحين العارفين المؤهلين لذلك. لقد أدى التطاول غير المسؤول في بعض الحلقات الطائشة إلى صدمة وغضب وألم، وتوتر واحتقان في الوجدانات واضطراب بسبب ما يُزعم أنه نقد، وهو في الحقيقة تطاول واستهزاء وتضخيم ومبالغة يقصد منها زعزعة الثابت، وكسر الحاجز، والانسلاخ من الهوية والإطار العام للمجتمع، والانزلاق إلى ممارسات متحررة، لا تأبه بدين ولا خلق ولا قيم. إن تجسيد شخصية الملتزم أو المحتسب بصورة الانتهازي الوصولي المستهتر إنما يقصد به تشويهه، وتأليب الرأي العام عليه، وإظهاره بمظهر غير لائق وبالتالي التقليل من شأنه وقيمته ودوره، وإلا بماذا يفسر طلب رجل الحسبة من المرأة؟ فهذا المشهد و إن صح فإنه يبقى حالة فردية، والمروءة ومقتضى الحال توجبان عدم عرضه على الملأ، لكن التهويل والأوهام والتهيؤات ضخَّمته وصوَّرته وكأنه حالة عامة سائدة بين أفراد الجهاز المستهدف، والمؤلم أن هذه الأكاذيب تلقى صدى داخلياً وخارجياً ويصدقها أولئك الذين يتربصون بهذا الجهاز، ويعدونها وثيقة يُستشهد بها، بينما هي في حقيقة الأمر تزييف وتهويل لمواقف أقل ما يقال عنها إنها حالة فردية شاذة. إن كان الإصلاح هو ما ينشده - أصحاب العمل والقناة التي بثته - فما هذا بإصلاح، إنه تجن وعبث وتخريب، ويكفي عبث وتخريب مرضى القاعدة وسفهائها. إن قيم الإسلام وثوابته يجب أن تنزه عن الأهواء والتهيؤات، والأقلام غير المسؤولة من قاصري النظر الذين يسيؤون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
|
|
|
| |
|