كالملح في الطعام .. مثل شعبي يضرب للتعبير عن الأهمية والضرورة .. ويكفيه أهمية أنه من البركات الأربعة النازلة من السماء إلى الأرض وهي: الحديد والنار والماء والملح كما جاء في تفسير البغوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما مرفوعاً، فالملح .. هذا المركب البسيط مؤلَّف فقط من عنصرين اثنين هما: الصوديوم والكلور، ويعرف علمياً بكلوريد الصوديوم، وقد استخدم منذ العصور القديمة لإعطاء الطعام مذاقه ولحفظه، ومصدر كل الملح بما في ذلك الترسُّبات الملحية الموجودة تحت الأرض هو (الأجاج) أي المياه المالحة في البحار والبرك وتُعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين أكبر منتجين له في العالم، بينما تُعد ألمانيا وكندا والهند والمكسيك من الدول الرائدة في إنتاجه، والملح نوعان أحدهما بحري يستحصل عليه من مياه البحر بوضعها في أحواض واسعة فيتبخر الماء بأشعة الشمس ويبقى الملح كتلاً بلورية، أما النوع الثاني فهو الأندراني وهو ما يوجد على الأرض متبلوراً على هيئة كتل صخرية بلورية تقطع وتنقل إلى معامل خاصة لتصفيتها وطحنها ومعالجتها قبل عرضها للبيع، ولا يمكن الاستغناء عن الملح كما سنرى في الحلقات القادمة.
نبيل بن أمين ملا مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس
|