| |
إثبات الهوية
|
|
في كل الشأن المتعلق بالعالم الإسلامي، وهو شأن مترع بالمصاعب، انطلاقاً من الأوضاع السياسية ووصولاً إلى مشكلات التخلف بشكل عام، ما يجعل معظم بلاد المسلمين تصنف تحت قائمة العالم النامي، إن لم يكن تحت قائمة الدول المتخلفة، وفي عالم مثل هذا لا يمكن توقع إلا المزيد من المسائل التي تستوجب حلاً. وسيكون من المفيد في كل الأحوال أن تتضافر الجهود بين هذه الدول للخروج من مسلسل الأزمات المتتابعة والمزمنة، كما سيكون من المهم أن يعود المسلمون إلى منابع دينهم لاستلهام الحلول، وإلا فإنه سيتعين عليهم الانتظار كثيرا ريثما يلتفت العالم المتطور، أو قل الدول الصناعية الكبرى لإلقاء نظرة على المشكلات القائمة قبل إدراجها في برنامج للعمل قد يطول. دعوة المملكة التي وردت في كلمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إلى المسلمين، بمناسبة العيد، إلى تقوية اللحمة وإثبات الهوية، تلامس مباشرة هذه الهموم، فمن أبرز ملامح هذه الهوية المطلوب إثباتها روح التعاون التي يحض عليها ديننا الحنيف، ومن خلال هذا التعاون يمكن أن يتحقق الكثير، وهو عندما يسري بين الدول الإسلامية فسيشكل صيغة مثلى للعمل تقنع الجميع بوجاهة الأخذ به، فكيف وهو من أسس تعاليم ديننا التي ينبغي الحفاظ عليها والتعهد برعايتها، إذ إن ممارسة التعاون تؤمن مصالح عديدة للمسلمين، فضلاً عن أن التمسك بالتعاون بشكل مكثف يفضي إلى آليات متطورة للعمل تتنامى مع المكاسب المتحققة التي تزيد التجربة عمقاً ومعرفة فضلاً عن تراكم المعارف والتجارب. التمسك بالهوية مطلوب دائم وأبداً، فذلك انعكاس للالتزام بتعاليم ديننا ومقتضياته وما يحض وما يدعو إليه، ومن ذلك تقوية اللحمة بين أبناء الأمة، فالأمة المسلمة يفترض أنها أمة متضامنة، وهي في شكلها المتضامن هذا تكون أقدر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، وفي حاضرنا الراهن هناك هذه المصاعب العديدة والإساءات التي باتت تترى بشكل متتابع مستهدفة ديننا القويم بل وتتطاول بالمس بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان سيكون الأمر صعباً على هؤلاء الحاقدين أن يتمكنوا من نفث سمومهم لو أن هناك جبهة إسلامية متراصة قوية تتصدى لمثل هذه السقطات. وفيما يتصل بمهام المستقبل فإن التحديات الداخلية المتعلقة بالنمو والتطور في كل دولة تتطلب وجود هذه الكتلة الإسلامية المتناغمة المتعاونة بين دولها، فهناك دول إسلامية عديدة استطاعت أن تثبت وجودها في عالم اليوم، وذلك من خلال أوضاعها الاقتصادية أو ما أصابته من تطور في مجالات التقنية والصناعات، وهذه يمكن أن تقود مشروعات مستقبلية تطويرية مهمة تنتشل الأمة ككل من وهاد التخلف.
|
|
|
| |
|