سياسة بلير وشهامة جورج قلوي
ندى الفايز

قام معهد موري البريطاني منذ فترة بإجراء استطلاع للرأي العام نشرته صحيفة فايننشال تايمز، وجاء في الاستطلاع الذي نفذه المعهد لحساب الصحيفة أن 50% من البريطانيين يعتقدون أن على توني بلير تقديم استقالته وأن يتسلم السلطة شخص آخر، الأمر الذي يعبر عن فقدان ثقة الرأي العام البريطاني برئيس الوزراء نتيجة الحرب على العراق.
كما أظهرت نتائج استطلاعات أخرى مشابهة أجراها معهد (أي.سي.إم) ونشرتها صحيفة الغارديان وأشارت بدورها إلى أن 72% من الأشخاص يعتقدون أن السياسة الخارجية البريطانية تزيد من مخاطب الهجمات الإرهابية في بريطانيا عوضا عن أن تخفضها!!
وكشفت صحيفة (الغارديان) النقاب أيضاً عن مذكرة خطاب وزعت بين أعضاء البرلمان وأعدت من قبل 38 عضواً في حزب العمال بالبرلمان كانوا قد انتخبوا عام 2001م وطالبوا كذلك باستقالة المستر توني فوراً من منصبه وفي ذات السياق أعلنت محطة بي.بي.سي أن أعضاء البرلمان الذين تم انتخابهم في الانتخابات العامة التي أجريت عام 2005م يخططون لإرسال خطاب مماثل.
من الواضح أن حدة الضغوط على بلير قد تزايدت خاصة بعد استقالة ستة مسؤولين في الحكومة البريطانية احتجاجاً على رفض توني بلير تحديد موعد لتنحيه عن منصبه وعلى رأس المستقيلين وزير الدفاع توم واتسون الذي يتفق مع غيره على السياسة الخاطئة التي ينتهجها بلير والتي كانت سبباً في تزايد حدة الإرهاب في بريطانيا عوضا عن أن تخفضه.
قوى الضغط بالمجتمع البريطاني سخرت بدورها من التقارير التي تتحدث عن وجود خلايا إرهابية إسلامية وخطط تفجير في بريطانيا وأرجعت سبب موجة الإرهاب التي تشهدها بريطانيا في الأصل إلى السياسة والاستراتيجيات الخاطئة التي ينتهجها بلير بالمنطقة والتبعية السياسية العمياء للولايات المتحدة الأمريكية.
من زاوية شخصية لا أستطيع فهم كيف تمكن الرئيس بوش من إقناع شخص بذكاء ودهاء توني بلير بالانضمام إلى ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب خاصة وأن ذكاء الثاني يفوق الأول بل يتعداه بمراحل، وبعيداً عن معدلات الذكاء أرجو من الله أن ينتهي بهذا العام المسلسل الذي استمر خمس سنوات في مكافحة الإرهاب المزعوم والذي لم يحقق سوى المزيد من الدمار بالعالم وارتفاع الأعمال الانتقامية (لا) الإرهابية بالعالم.
هذا ويجيء تصريح رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال السير ريتشارد دانات ضربة قاضية لسياسة السيد توني بلير حيث أوضح الجنرال ريتشارد أن على الجيش البريطاني الخروج فوارً مما أطلق عليه بحمام الدم بالعراق، مشدداً على السياسة الخاطئة لرئيس الوزراء البريطاني التي ورطت الجيش البريطاني بالعراق.
ولعل من المفيد الجهر بالقول والإشادة بالنائب العمالي البريطاني جورج قلوي الذي كان وما زال من أشد المناصرين للقضايا العربية والإسلامية ويعد من ضمن الشخصيات الفعالة التي ترفض الوضع المتردي التي وصلت إليه السياسة البريطانية بعهد توني بلير؛ الأمر الذي دفع جورج قلوي بالتضحية بمقعده في حزب العمال الحاكم ببريطانيا من أجل نصرة القضايا العربية كما يعد من أقوى الأصوات البريطانية حتى على الصعيد العالمي دفاعاً عن القضايا الإسلامية ومن أشد المؤمنين بها وله تحركات سياسية محورية عالية المستوى في ذلك الصدد تفند المزاعم التي تريد تعميم تصرفات فئة من المسلمين على الغالبية!!