| |
الدراما الرمضانية تسقط بشهادة الجمهور د. محمد بن سعود البشر
|
|
استطلاعات الرأي وجه مشرق للأمة الواعية، ومؤشر صدق لوعي المواطن بالقضايا التي تدور في مجتمعه، ودلالة حضارية راقية تنبىء عن مستوى المشاركة الشعبية في البيئة المعاشة. ومن القضايا التي عاشها المجتمع، أو فرضت عليه قسراً عبر وسائل الإعلام، المضامين الإعلامية التي تبثها الفضائيات العربية وقت ذروة المشاهدة في شهر رمضان، وبخاصة بين صلاتي المغرب والعشاء، والتي كانت مثار جدل ونقاش في صحافتنا المحلية بين مؤيد ومعارض. وعطفاً على مقدمة المقالة، فإن استطلاعات الرأي - في ظني - قد قطعت الشك باليقين، وأثبت الجمهور وقفته مع رأي القائلين بإفلاس هذه البرامج في الشكل والمضمون، في الشكل المهترئ الذي قدمت به وسائل الإعلام رسالتها، البعيد عن قيم المهنية والاحترافية، وفي المضمون، الفاقد للنص السَّوي، المتجاوز لكل أعراف النقد الموضوعي، بل الجاهل بالفرق بين المعتقد والسلوك. حتى لحظة كتابة هذه المقالة، تشير استطلاعات رأي الجمهور تجاه (النقد الذي طرحته بعض المسلسلات المحلية في رمضان وما إن كان تجاوز الحد المسموح به) والذي عرضه موقع صحيفة الرياض على الإنترنت أن نسبة 68.4% من الجمهور قالوا: (نعم)، وهذه النسبة تمثل (5748) صوتاً من مجموع الأصوات البالغ (8406) أصوات، ونسبة 23.2% قالوا: (لا)، ونسبة 8.4% قالوا: أحياناً. الذين قالوا: (أحياناً) هم بلاشك رافضون أيضاً لبعض ما قدمته هذه البرامج مما هو متفق مع رأي من قال (نعم)، وبالتالي فإن نسبة من يرون أن النقد الذي طرحته هذه البرامج والذي تجاوز الحد المسموح به هي 76.8%، وهي نسبة كبيرة في قياسات الرأي العام تعبر عن توجه شعبي واجتماعي تجاه المضامين التي قدمها للجمهور ذلك النوع من البرامج. ولي عند هذه النتيجة وقفتان: 1 - أن الرأي العام، أو الرأي الشعبي، هو الفيصل في كثير من القضايا المجتمعية، وقوله هو الذي يعبر عن الاتجاه السائد تجاه ما يتعلق به من أحداث ووقائع، حتى وإن قال بعض الكتبة في الصحف غير ذلك، كما حدث في الاستفتاء الذي أجراه جهاز الإرشاد والتوجيه في الحرس الوطني تجاه قضية المرأة ونشرته مجلة (الإرشاد). ولقد علت وتيرة اعتراض بعض الكتبة تجاه الناقدين لمثل تلك البرامج التلفزيونية، وظنوا أنهم يعبرون عن رأي المجتمع، حتى خرجت علينا تلك الاستطلاعات التي برهنت أن هؤلاء الكتّاب إنما يغرّدون خارج السِّرب. 2 - في ظل غياب مراكز قياس الرأي العام الحكومية، أو الخاصة، تؤسس مؤسساتنا الصحفية وبعض المنابر الثقافية لمبادرات مشكورة لقياس هذا الرأي والتعرف على اتجاهاته نحو القضايا ذات العلاقة بواقعه وحياته المعنوية والمادية، ونتطلع إلى الوقت الذي نرى فيه مراكز قياس الرأي العام (العلمية المتخصصة) حقيقة نعيشها في مسارنا التنموي. إن كنا نروم الوعي الحضاري بين أفراد المجتمع، وتعزيز مشاركة المواطنين في الحراك المجتمعي فعلينا أن نقدر الرأي العام ونحترم وجهات نظر المجتمع.
|
|
|
| |
|