الأهالي لـ (الجزيرة): الجنود الإسرائيليون يحترفون مهنة السرقة
الجيش الإسرائيلي يقتحم منازل الفلسطينيين ويسرق مصاغات النساء وحلاوة العيد

* خان يونس - القدس- الجزيرة:
بلكنة (عربية مكسرة) يتحدث جنود جيش الحرب الإسرائيلي خلال اقتحامهم للبيوت الفلسطينية الآمنة عند ساعات الفجر الأولى.. (افتخ الباب نحن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي)، ارتبك المسن الفلسطيني الحاج (عليان عوض -58 عاماً ) وتأخر قليلاً، وما هي إلا لحظات حتى اقتحم جنود الاحتلال بالقوة المدخل الرئيس لبيت مكون من ثلاثة طبقات يسكنه أكثر من ثلاثين فلسطينياً في منطقة الفراحين الواقعة شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.. بدأت فصول المأساة لهذه العائلة التي يشكل الأطفال ما نسبته 30 % من أفرادها، بدأت ترتسم في تمام الساعة الثانية من فجر يوم الماضي لتستمر أكثر من 72 ساعة.. الجنود الإسرائيليون المتنكرون بلباس يشبه لباس قوات الصاعقة الفلسطينية ذا اللون الأخضر، البالغ عددهم أكثر من أربعين احتجزوا أفراد العائلة الكبيرة للحاج المسن (عليان) في غرفة واحدة وأسلموهم لجنود تبين أنهم يحترفون مهنة السرقة، وشهيتهم مفتوحة لأكل ما لذ وطاب من مطبخ العائلة.. يقول (أبو كرم- 38 عاماً) نجل الحاج (عليان) لمراسل الجزيرة: كانت ساعات جهنمية تسللت وحدة كبيرة من جيش الحرب الإسرائيلي إلى بيتنا المطل على المنطقة الغربية لمنطقة الفراحين التي شهدت اجتياحاً بربرياً ارتقى خلاله سبعة شهداء، وأسلمونا لجنودٍ سرقوا كاميرتي من نوع (ديجتال بانيسونك) وأتوا على حلاوة العيد، وبعد أن عاثوا في بيتنا خراباً ودماراً وتلويثاً اعتقلوني أنا ووالدي وأشقائي السبعة ووضعونا في قعر مجنزرة إسرائيلية في مساحة (متر ونصف مربع)، ولم يراعوا أوضاع والدي الصحية حيث يعاني من مرض الضغط المزمن، لقد قيدوا أيدينا من الخلف وزجوا بنا في ممر ناقلة الجنود ونقلونا إلى مركز تحقيق، حيث جُمع أكثر من 150 مواطناً في أكبر حملة اعتقالات شهدتها منطقة الفراحين الحدودية عبر تاريخ الصراع مع الاحتلال ..
وتابع (أبو كرم) حديثه: بعد 20 ساعة من الاعتقال والتحقيق أطلقوا سراحنا وتركونا في منطقة خطرة على الحدود الشرقية غالباً ما تنتشر فيها الألغام والقنابل الموقوتة، وقد وصلنا بسلام بعد أن اعتقلوا اثنين من أبناء عائلتنا وآخرين من عائلة آل قديح..
وقطعت ( أم كرم -34 عاما ) حديث زوجها قائلة: لقد التهموا حلاوة العيد، التي أهدونا إياها زملاؤنا في السفارة التونسية، حيث أعمل هناك، وأتوا على الفواكه وعلى القهوة، وأفرغوا محتويات الثلاجة في بطونهم، وبحثوا عن خبز تطهيه (حماتي) والتهموه وأتوا على طنجرة مليئة بطبيخ (اللوبيا)، وبعد أن أنهوا مهمتهم لوثوا بيتنا بمخلفاتهم التي تشبه مخلفات الحيوانات، واكتشفنا أنهم سرقوا كاميرا لزوجي اشتراها بمبلغ (700 دولار )، وتبين أنهم محترفون في السرقة حيث أنهم سرقوا الكاميرا من داخل حقيبتها وأغلقوها كما كانت وغادروا المكان بعد أن قلبوا البيت رأساً على عقب..وليس بعيداً عن بيت المواطن المسن (عليان) فقد تجولت الجزيرة في بيت المواطن (خالد أبو طير- 40 عاماً)، والذي شهد منزله الكائن في الجهة الجنوبية من منطقة الفراحين والمكون من طابقين هجوماً بربرياً من القوات الخاصة الإسرائيلية التي اقتحمت المنزل بأكثر من (30 جندياً) وكسروا الباب، واحتجزا أفراد العائلة المكونة من تسع أشخاص غالبيتهم أطفال في زاوية من صالة البيت، يحرسهم جنديان، واستمر حالهم على هذا النحو مدة 72 ساعة، وأحالوا بيت المواطن (خالد) إلى ثكنة عسكرية، حيث استبدلوا ستائر البيت بستائر سوداء وتمركزوا على النوافذ وبدأوا يقنصون رجال المقاومة الفلسطينية، حيث استشهد بنيران تلك القوات سبعة فلسطينيين بينهم امرأة هي أم لخمسة أطفال، وطفل في العاشرة من العمر ووالدة من عائلة آل قديح.. وبعد أن عاثوا بهذا المنزل خراباً اعتقلوا صاحب المنزل ووضعوه هو واثنى عشر مواطنا في قعر دبابة في مساحة متر ونصف مربع (كالسردين) على حد تعبير المواطن (خالد)، ونقلوهم إلى مركز تحقيق واعتقلوا منهم اثنين من جيرانه من عائلة قديح.. هذا وانتقلت الجزيرة إلى بيت المسنة الفلسطينية (عايدة سالم ? 90 عاماً) والتي كشفت ل (الجزيرة) أن جنود ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي سرقوا مصاغها الذي هو عقد وأسوارتان، ونهبوا كذلك مصاغ زوجة ابنها، ونهب جنود الاحتلال مصاغات العديد من النساء في بلدة الفراحين، وقد اكتشفن أمر السرقة بعد رحيل جنود الاحتلال عن المنطقة..