| |
اعتذارهم لا يكفي
|
|
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت في الجزيرة كثيراً عن استهزاء البابا بديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام، وعليه أقول إنّ الاستهزاء بالإسلام ورسوله صلوات الله وسلامه عليه في أيامنا هذه هو امتداد للجاهلية الأولى .. هو امتداد لأولئك المتطاولين الذين يجعلون مع الله إلها آخر .. إنّ تطاولهم وبذاءتهم نبعت من حقدهم على هذا الدين الذي هو دين الفطرة .. لم نسمع أنّ مسلماً تطاول على عيسى أو موسى عليهما السلام بل المسلمون يجلّون كل الأنبياء ويؤمنون بجميع الرسل .. ومحمد صلوات الله وسلامه عليه هو خاتم الأنبياء .. هذه إرادة الله وليست إرادة البشر. وعندما يتطاول البابا على الإسلام وفطرته .. وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يتطاول على إرادة الله سبحانه وتعالى وليس يتطاول على المسلمين فقط .. وليس المهم أن نطالبه بالاعتذار فهو قد ارتكب جرماً قبيحاً لا يدخل في قاموس الاعتذار .. وهذا التطاول هو تطاول ممنهج وعقيدة .. لقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (120) سورة البقرة .. ولن هذه من الإعجاز اللفظي في القرآن الكريم أي لا يحصل رضاهم في المستقبل وعلى مر الأيام وعلى مر الزمان إلاّ في حالة واحدة وهي أن تتبع ملّتهم والملّة لا تعني الرسالة التي جاءت إليهم من الله وإنّما هي دينهم المحرَّف الذي يجعل مع الله إلهاً آخر .. بل إنّ هناك آية أخرى تدل على أنّ الحق سبحانه وتعالى قد كفّى رسوله هؤلاء المستهزئين .. يقول تعالى: في الآية (95) من سورة الحجر { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (96) سورة الحجر .. أجل سيعلم هؤلاء المستهزئون بسيد البشر عاقبة استهزائهم وكفرهم بخاتم الأنبياء وسيصل إليهم اليقين وسيندمون حين ذلك جزاء تكذيبهم. ولقد قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّه ساحر وإنّه كاهن .. وأوذي إيذاء كبيراً .. فقد طارده السفهاء حين ذهب إلى الطائف لعرض دعوته فأدموا عقبيه بالحجارة والمطاردة .. والله يبين مكابرة العباد وعنادهم وإعراضهم عن الإيمان به وبرسله .. وما نسمعه بين حين وآخر من هؤلاء من قتلة الأنبياء والرسل إلا امتداد لذلك العصيان وهذا العناد وهذه المكابرة .. أراد الله سبحانه وتعالى أن يتبيّن مدى ظلمهم لأنفسهم وعدم رضاهم عن أي شيء يمتّ لهذا الدين بصلة .. قال تعالى في وصف دقيق لهم: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} (8) سورة التوبة .. أي أنّه مهما سمعنا من كلمات الاعتذار والتأسف فهي كلام من الأفواه .. إنّهم لا يعادوننا نحن وإنما يعادون الله ورسله والله كافٍ رسله في السابق وفي زماننا الحالي ..
م. عبد العزيز بن محمد السحيباني / البدائع ص. ب: 565
|
|
|
| |
|