| |
المراكز التجارية مشهد حضاري أم إشكال مروري عبد العزيز المليكي
|
|
ربما يتفق معي الكثير من الإخوة بأن المراكز التجارية والأسواق المغلقة التي تنتشر في مدننا تعد واجهات حضارية راقية ومناطق ترفيهية للعائلات، غير أن الملاحظ على خريطة انتشار تلك المراكز والأسواق (العشوائية) في الانتشار، بما يخالف أبسط متطلبات التوزيع العمراني والسكاني السليم وبالتالي التأثير الواضح والفاعل على الحركة المرورية والمظهر الحضاري العام، فكثير من تلك المراكز والأسواق تقع في أماكن غير ملائمة، خاصة عند المخارج الرئيسة للطرق السريعة أو فوق الأنفاق المشهورة بالاختناقات المرورية، الأمر الذي يدعو للتساؤل عن الآلية المتبعة في إصدار (تراخيص) إنشاء تلك الأسواق وتحديد مواقعها! فإلى متى ووزارة التجارة والصناعة تمنح السجلات التجارية، التي على ضوئها تمنح التراخيص للمراكز التجارية والأسواق الكبرى (المول)، وكذلك المحلات التجارية العامة على المخارج الرئيسة للخطوط السريعة وداخل الأحياء السكنية من قِبل البلدية، مما يستوجب بقاء الدوريات المرورية في وضع طارئ لمعالجة الاختناقات المرورية وتكدس السيارات الذي نشهده حول تلك المراكز والأسواق! فضلاً عن أن ذلك يؤدي إلى تقليص مساحات الطرق المرورية والمنافذ داخل الأحياء ويرفع من تلوّث البيئة بكثرة الحركة المرورية في مناطق محددة هي أقرب إلى منافذ ومداخل الأحياء السكنية، أضف إليه كثرة الحوادث وقلة المواقف الخاصة بالعمل التجاري. هذا الحديث ليس خيالاً فبإمكانك النظر لبعض أو جميع المخارج المرورية التي يوجد بها إشارات مرور ضوئية في رأس كل مخرج في جميع الخطوط السريعة تجد الزحمة غير معقولة سواء كان ذلك صباحاً أو مساءً، والسبب هو ضيق المساحة، بالإضافة لكثرة المحلات التجارية التي تحاصر المخرج من جانبيه، بالإضافة إلى مسألة لا تقل أهمية عن وضعية المراكز التجارية، بل تزيد من حيث السلامة وهي محطات الوقود التي تحمل القلق في مكان وجودها، كونها تشكِّل خطراً كبيراً على الأحياء السكنية التي تقع فيها أو تكون حولها، وعليه يجب نقلها إلى مواقع مناسبة وآمنة وتتوفر فيها كل متطلبات السلامة، فاشتعال حريق في إحدى المحطات التي نراها مجاورة للأحياء السكنية لا قدَّر الله، يعني بقاء هذا الحي أو تلك الأحياء تحت وقع كارثة في أية لحظة من نشوب الحريق. إذاً على الجهات ذات العلاقة التنسيق فيما بينها من خلال وضع آلية تحكم إصدار تراخيص الأسواق التجارية والمحطات البترولية، من حيث هناك دراسة كاملة بخصوص المواقع التجارية، وملاحظة الفرق بين حركة السير المرورية وبين الحركة التجارية عن طريق اختيار المواقع المناسبة.
|
|
|
| |
|