| |
غداً أتوب شاكر بن أحمد إمام (*)
|
|
قال الله عز وجل (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) يقول السعدي رحمه الله ان كلمة قريب لها معنيان احدهما أن يتوب قبل الموت والمعنى الآخر (أي قريب من فعلهم الذنب الموجب للتوبة فيكون المعنى من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب وأناب إلى الله وندم عليه فإن الله يتوب عليه) وعلى المعنيين فإن الواجب على الإنسان أن يبادر إلى التوبة فهو لا يعلم متى يموت وهذا على المعنى الأول كما أن الأصل هو المبادرة على المعنى الثاني والعجيب والغريب أن نجد بعض الناس يريد تأخير التوبة إلى غدٍ أو إلى الأربعين من عمره أو غير ذلك فيأتيه ملك الموت قبل الذي يريد فيموت على المعاصي والذنوب ولهذا قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، والناس لا يعلمون موعد موتهم لذلك عليهم أن يكونوا في طاعة وترك للمعاصي وتجديد للتوبة حتى إذا نزل بهم هادم اللذات كانوا من الذين حققوا التقوى وماتوا على الإسلام ومع ذلك كله فكم من أناسٍ قالوا إذا كبرنا تبنا وأكثرنا من الطاعة وتركنا المعاصي لكنهم وان عاشوا دهراً من الزمن حتى أصبحوا كباراً في السن لكنهم زادوا في فسادهم وطال أمدهم فقست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة فلم يتوبوا في صغرهم ولم يرتدعوا في كبرهم فطبع على قلوبهم ولو افترضنا أحسن الأحوال - وهذا قد يكون قليلاً - وانه كبر وترك المعاصي لكنه في كثيرٍ من الأحيان يعجز عن كثيرٍ من الطاعات فليس لديه القدرة على حفظ القرآن أو على صيام النوافل أو على قيام الليل فضلاً عن باقي الطاعات وكم نجد ممن يتألم في كبره انه لم يستغل شبابه في الطاعة واغتنم شبابك قبل هرمك نسأل الله أن يختم لنا بخاتمة حسنة.
(*) تبوك
|
|
|
| |
|