نبض المداد
أحمد بن محمد الجردان

معان تتجلى
هذه الأيام نوشك أن نبارك لبعضنا البعض بعيد الفطر المبارك، ونعزي بعضنا البعض برحيل شهر رمضان، وفي كلتا الصورتين تتجلى لنا عدة معانٍ جديرة بنا أن نتوقف عندها!!
من تلك المعاني أننا فقدنا أحباباً لنا أخذهم عنا الموت فتجاوزنا ليخطف أرواحهم ويا ترى متى سيتجاوز غيرنا ليتخطفنا؟؟!!
ذلك سؤال مهم جداً أن يضع كل واحد منا له إجابة عملية. ومن تلك المعاني أنه بقي من أيام هذا الشهر ولياليه ما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وذلك لا يعني فوات رمضان على من لم يستثمره فيما مضى من أيامه، حيث إن المرء لو استثمر ما بقي لحصل بإذن الله على أجر عظيم،
فما بقي من أيام وليال فيها أرجى ليلة يرجى أن تكون ليلة القدر، كما أن فيها آخر ليلة حيث يعتق الله فيها من النار ما لا يعتقه طوال الشهر.
ومن المعاني أننا مقبلون على يوم فرح وسرور وهو يوم العيد وذلك الفرح وذلك السرور لا يعني أن ننسى ما أمرنا الله به وما نهانا عنه أو أن نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أن الناس في عيد وللعيد أحكامه،
ولو عدنا إلى الكتاب والسنّة لوجدنا الحث الدائم والمستمر على وجوب إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوال العام ومنها أيام العيد، بل إن العيد عبادة لله وطاعة له فأيامه هي أيام شكر لله وثناء عليه جلّ وعلا ومن شكر النعم طاعة المنعم سبحانه بإقامة هذه الشعيرة العظيمة التي بها يتم الفرح الأكمل بها والأمن الأشمل والفلاح الأكبر!!
ومن المعاني أن يحرص المرء على ألا يؤذي الآخرين باسم أنه يفرح أبناءه بالعيد وذلك بأن يمنع عن أبنائه هذه الألعاب النارية الضارة لهم وللناس عموماً حيث يتجاوز بعض الأبناء الأدب بأن يطلقوا هذه الألعاب قرب أبواب المساجد فيؤذوا عباد الله الركع السجود في بيوت الله!!
ومن المعاني كم هو مفرح للنفس أن تسعد نفساً أخرى، بل أنفساً أخرى هي بحاجة لأن تلبس مثلما يلبس الناس وتأكل مثلما يأكل الناس ويلعب أطفالها مثلما يلعب أطفال الناس، ألا وهم الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافاً، فجدير بنا أن نلتفت إليهم بكل ما نملك من عطاء ليسعدوا في يوم كل الناس فيه سعداء.
ومن المعاني أن كثيراً من الناس من يصلي الفجر في جماعة المسجد في رمضان ولما يرحل رمضان يرحل من المسجد، وبالذات صلاة الفجر. ومن المعاني أن نخرج لمصليات العيد بأهلنا وأطفالنا لأداء هذه الصلاة وإظهار الفرح مع المسلمين في هذه المصليات.
المعاني والصور كثيرة جداً ولكن هذه إلماحة رأيت من الأهمية بمكان التذكير بها ولفت نظر القارئ الكريم إليها.