ها هو ذا رمضان يمضي، وقد شهدت لياليهه أنين المذنبين، وقصص التائبين، وعبرات الخاشعين، وأخبار المنقطعين، وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين، وشهد نهاره صوم الصائمين، وتلاوة القارئين وكرم المنفقين. كم من قائم محروم قام ليل رمضان وقلبه فاجر، وكم من نائم فيه بعد السعي في الخيرات رحمه ربه لأن قلبه ذاكر. قال يحيى بن أبي كثير: (كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان وسلم رمضان لي، وتسلمه مني متقبلاً). إن توديع رمضان ومفارقة صلاة التراويح والقيام، وخلو المساجد من أولئك الفئام من الناس الذين كانوا يتلون فيها كتاب الله كل ذلك يجعل العين تدمع لفراق هذا الشهر الكريم الحبيب إلى ربنا وإلى رسولنا صلى الله عليه وسلم. لكن لا بد أن يعلم العبد أن أعظم علامة لقبول الأعمال استمرار العبد على الخير والعمل الصالح بعد رمضان، قال بعضهم: (ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها).
(*) الرياض
|