| |
إشراك المعلم في التخطيط للتعليم د. علي بن محمد التويجري
|
|
الكل منا يدرك أن المعلم عنصر بالغ الأهمية في العملية التربوية، فمهما كانت السياسة التعليمية واعية، وأهدافها نبيلة، والإستراتيجية دقيقة، والخطط شاملة، والمناهج والكتب والوسائل رائعة، فإنها تظل بدون مشاركة المعلم لا روح فيها، ولا حياة، فهو الذي يكسبها الحيوية، والحركة ويبث فيها الروح التي تساعد على جعلها عوامل تربوية فعَّالة، ولقد كان دور المعلم في الماضي يقتصر على نقل المادة العلمية إلى تلاميذه، وهذا الدور في الوقت الحاضر أصبح لا يفي بتحقيق أهداف التربية بصفة خاصة، وأهداف التنمية التي يتطلّع إليها بصفة عامة وأن من أهم أدوار المعلم في عالمنا المعاصر التي ينبغي الأخذ بها عند إعداده وتدريبه أن يقوم بدور المرشد والموجه، والمساعد على اكتساب الخبرات والمهارات، وأن يشارك في بناء المناهج، وتطويرها، وفي تأليف الكتاب المدرسي واختياره، وأن يشارك في رسم السياسة التعليمية، لأنه هو المنفذ لها، والممارس للمهنة بكل أبعادها، وأول من يحس بكفاءة النظام التعليمي وبمدى تحقيقه لأهدافه لالتصاقه بعملية التشغيل وقيادته لقافلة التربية والاحتكاك الشخصي بالطلاب، فهو أدرى الناس بطاقاتهم وقدراتهم وميولهم واتجاهاتهم وقابلياتهم ونموهم الشخصي والنفسي. إن مفهوم الأدوار الجديدة للمعلم يتطلَّب إعادة النظر في أساليب إعداده، بإضافة برامج تجديدية تُمكِّنه من القيام بأدواره الجديدة في العملية التربوية، وتوفر نوعية ممتازة للالتحاق بكليات التربية أمر بالغ الأهمية، فمهما تطورت هذه الكليات فإن مستوى مخرجاتها سوف يتوقف إلى حد كبير على مستوى مدخلاتها، والإقبال على كليات المعلمين مرتبط بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمعلم ومهنة التعليم، ومدى ما يُقدم للمعلم من حوافز مادية ومعنوية تشعره بأهميته وسمو مكانته، ومن هذا المنطلق للتطوير في مجال إعداد المعلمين يأتي دور البحث عن صيغ جديدة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمعلم والمهنة، والتفكير في أساليب تستميل النوعيات الموهوبة إليها وتشجيع العاملين على الاستمرار في تحمل تبعاتها وتوفير الحوافز اللازمة لجذب النوعيات الممتازة لمهنة التعليم والاحتفاظ بها.
|
|
|
| |
|