| |
أما بعد عبد الله بن عبد العزيز المعيلي
|
|
الدوام في رمضان حتى الآن لا أحد يعرف الحكمة من تأخير بداية الدوام في رمضان إلى الساعة العاشرة صباحا، واختصار الدوام الرسمي إلى حوالي خمس ساعات فقط، على الرغم من المطالب الحثيثة بجعل الدوام في رمضان مثل بقية الأيام والشهور، يطالب بهذا الموظفون والطلاب، فلماذا الإصرار على هذا الهدر الذي لا مبرر لاستمراره؟ نظرا لتعارضه مع رغبات المعنيين به، ولما يمثله من استخفاف بالوقت واستثماره. وكلنا يعرف قيمة الوقت واستغلال كل ثانية فيه وأثرها على التنمية والإنتاج. لقد تمخض عن تأخير الدوام في رمضان العديد من الظواهر السلبية، التي لها انعكاساتها على قيم المجتمع وعاداته، لقد ترتب على هذا سهر فئة من الشباب والموظفين، ولا يخفى أثر هذا السهر في اليوم التالي، فقد لوحظ - وبصورة بينة - تأخر بعض الموظفين عن الدوام في الساعة العاشرة، كما لوحظ تدني فاعليتهم في أداء العمل وبالتالي قلة إنتاجهم، أما الطلاب فيغلب على جلهم النعاس أثناء الحصص الدراسية، لأنهم قضوا ليلهم فيما لا طائل منه ولا فائدة، بل قد يترتب على سهرهم الكثير من الممارسات السلوكية غير المرغوب فيها، من مضايقة للآخرين في الأسواق والشوارع، أما بقية النهار فيقضونه في النوم فيتخلفون عن أداء الصلوات وقراءة القرآن الكريم. إن شهر رمضان يعد منة من الله سبحانه وتعالى للمسلم، يجدد فيه إيمانه، ويتخلص فيه من الكثير من عاداته وسلوكاته التي ألفها خلال العام والتي ربما بعضها ضار وفي أحسن الأحوال غير ذات فائدة، والمجال لا يتسع إلى سرد ما تحقق في هذا الشهر الكريم من شواهد التاريخ في الإنجاز والانتصار. إن عجلة التنمية في المملكة العربية السعودية في قطاعها الحكومي والأهلي يجب ألا تفرط في أي ثانية من الوقت، والأمم الحية هي التي لا تتثاءب أبدا، فما بالنا نتثاءب ونتثاءب ونغط في نوم عميق في فترات الإنتاج والعطاء، ونسهر ونسهر في فترات الراحة والاسترخاء. إن هذا الفعل يتعارض مع ما اختاره الله لعباده، قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} الآية 47 سورة الفرقان. لهذا فالكل يتطلع بمزيد من الرجاء والأمل في إعادة النظر في دوام شهر رمضان، وإعادته إلى سابق عهده، وإلى ما يسار عليه في أيام السنة، استثمارا للوقت وتعويدا للنفوس على الخير والصبر والتواصل مع الله في أعمال الخير والعبادة التي تتيسر على وجهها الأكمل في هذا الشهر الفضيل.
|
|
|
| |
|