| |
إلا الكبسة علي الخزيم
|
|
منذ دخول العشر الأواخر من الشهر الكريم بدأت رسائل إلكترونية عبر الإنترنت والهواتف المحمولة تنتشر يدعو أصحابها إلى مقاطعة منتجات غذائية وأجهزة وألبسة بحجة أنها تظهر في مسلسلات تلفزيونية أو أن وكالة المنتج هي الراعية الإعلامية للمسلسل أو البرنامج.. والشاشة مزحومة بالبرامج والمسابقات والمسلسلات وتظهر فيها مئات الأصناف مما يدعون إلى مقاطعته.. ولم يلتفتوا أيضا إلى أن أنواعاً من الأثاث والمفروشات والسيارات والطائرات والأجهزة والعاملات الوافدات تظهر كلها في تلك الحلقات ولم يصدروا حكماً عليها بالمقاطعة، فهل نجتهد نحن ونحكم دون إذنهم؟.. فلو كل إنسان شاهد برنامجا ولم يتفق مع فكره وتوجهاته سيدعو إلى مقاطعته وربما تحريمه ومقاطعة كل ما يظهر فيه لاختل توازن العقول والقلوب وأشكل على الناس الكثير في دينهم ومعتقدهم.. نعم هناك ثوابت في الدين والعقيدة، وهناك بديهيات ومسلمات، ولكن الحكم بالقياس والاجتهاد له شروطه ودواعيه، ولا يجرؤ على ذلك إلا أصحاب الأهلية ممن يمتلكون المقدرة ولديهم الآلية والأدوات في ذاتهم وعلمهم وضلوعهم في أمور الشرع والفتوى. التسابق إلى الفتوى وإصدار الأحكام من غير أهلها يعد خللاً واضحاً وأمراً خطراً خاصة مع توافر أهل الفتوى من كبار العلماء والمشايخ أيدهم الله. وصلتني رسالة من شخص لا أعرفه يكنِّي نفسه بأبي حنظلة يدعوني فيها إلى مقاطعة نوع من الأرز بألا آكله ولا أخرج زكاة الفطر منه.. هداك الله: (إلاَّ الكبسة يا أبا حنظلة).
|
|
|
| |
|