صاحب السمو الأمير الراحل سعد بن خالد بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود، ذلك الرجل الذي عاش حياته عذب اللسان، نقيّ السريرة، محباً للناس متسامحاً مع الغير، محسناً للقريب وللبعيد، متواضعاً جمّ التواضع، أفنى حياته بمواقف خالدة، كانت أبواب بيته مشرعة للصغير والكبير، للغنيِّ والفقير.
تشرّفت بمعرفة سموه - رحمه الله - منذ ما يقارب أربعين عاماً ومن ذلك الوقت لم يتغيّر في سماحة خلقه ودماثة أخلاقه.
وعندما أتذكَّر سموه - رحمه الله - أستحضر أنّ الله سبحانه وتعالى يغرس لعباده الصالحين في القلوب محبة وودّاً فيسري حبهم في الأرواح وتنطلق الألسنة بالثناء عليهم ويوضع لهم القبول في الأرض. إنّ حبّ الناس لسموه دليل صادق بمشيئة الله لمحبة الله له، وأنّ القبول في الأرض دليل على القبول في السماء، والناس شهداء الله في الأرض كما جاء في الحديث.
إنّني أعزِّي نفسي قبل أن أعزِّي أبناءه وعائلته وأقرباءه ومحبيه في مصيبة فقده - رحمه الله -. وإنْ نسيت بعض مواقف سموه معي، فلن أنسى عندما هاتفني معزِّياً لي بوفاة والدي - رحمه الله -، بالرغم من أنّه كان في خارج المملكة.
سعد بن خالد بن محمد بن عبد الرحمن عندما تقصد منزله تعرف تماماً أنّك ستجده، فقد كان - رحمه الله - يقوم مبكراً جالساً بعد صلاة الفجر حتى الظهر وما بعده لاستقبال من أراد أن يشاركه غداءه وعشاءه، بحيث يستمر - رحمه الله - ساعات من العصر حتى بعد صلاة العشاء.
إنّ مما تميَّز به - رحمه الله - الوجه الطلق واللسان العذب، وهذه مزية تضاف إلى مزاياه العديدة - رحمه الله -.