إذا ابتلى الله العبد بالسقم، وسلّط عليه الألم، ثم شفاه منّ عليه بلحم ودم، وما شاء من نِعَم، وإن توفّاه غفر له ما تقدّم، من الذنب واللمم. إذا مرضت ذهب الظمأ بالغفران، وابتلّت العروق بالرّضوان، وثبت الأجر عند الديّان، وهذّب القلب من الكِبر والطغيان. (كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى)، وإلى زينة الدنيا يصغى، فعَلم الله أن تهذيبه في تعذيبه، وتقريبه في تأديبه. كلما ضُرِب العبد سوطاً، عاد إلى الله شوطاً. يا نائماً فوق السرير مُمَرّضاً مرّت على آلامه أعوامُ أبشِر فإن الله زادك رِفعةً في كُل مكروه أتى إكرامُ هذا المرض حماك من فعلة شنعاء، ووقاك من داهية دهياء، وكفّر عنك آثار الفحشاء، ورفرفت به روحك من الأرض إلى السماء.
|