| |
الوشم بين الطب والمجتمع والدين
|
|
سنحاول في هذه المقالة أن نستعرض آراء الطب والمجتمع والدين في رسوم ونقوش الوشم. رأي الطب: إن أغلب المواد الكيميائية المستخدمة من حبر وصبغات صناعية صنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابة فهي تؤدي إلى تلوث دم الإنسان عند ثقب الجلد وقد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ( C,B )إضافة إلى الإيدز، الإصابات الجرثومية، الندبات، التحسس الجلدي، الجدرات، وحتى قد تحدث في بعض الحالات سرطانات جلدية. رأي المجتمع : انتشرت ظاهرة الوشم في أوساط الشباب في الآونة الأخيرة، وأصبحت تتطور مع تطور الموضة والأزياء، كما امتد الوشم عند البعض ليصبح رباطا وعلاقة بين المحبين حيث يكتب أحدهم اسم حبيبته وأحياناً يرسم صورتها كدلالة لها للحب الجارف والتأكيد على الارتباط الأبدي. إنها بحق ظاهرة خطيرة انتشرت بين الشباب في محاولة للتقليد الأعمى لأهل الفن سواءً كانوا من المطربين أو الممثلين. إن لجوء الشباب إلى الوشم له أسباب عديدة منها الفراغ القاتل وعدم الثقة والأمان من حولهم إضافة إلى عدم وجود ثقافة دينية واضحة لديهم وعدم شعورهم بقيمة الحياة. فالمسؤولية تقع على الآباء مثل الأبناء لانشغالهم عن أبنائهم وعدم متابعة ومراقبة سلوكياتهم، إنه تقليد أعمى لدى الشباب من الجنسين خاصة المصابين بأمية ثقافية ودينية واللاهثين وراء التقاليع والموضة إضافة إلى إصابتهم باضطرابات سلوكية ومشكلات نفسية. رأي الدين: إن الوشم هو تشويه لخلق الله. والتصرف في وديعةٍ هي الجسد بغير حق والواشم والمستوشم ملعونان بلعن الله وهو انصياع لأوامر الشيطان وانحراف فكري وسلوكي أصاب الشباب، عن ابن مسعود- رضي الله عنه- روى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم- (لعن الله الواشمة والمستوشمة) - البخاري ومسلم - كما أن الوشم يحمل في طياته أسراراً أبعد من الناحية الجمالية كالسحر (الشعوذة والانصياع لأمر الشيطان الذي توعد الخلق ولآمرنهم فليغيرن خلق الله). إن سبب انتشار هذه الظاهرة هو انتشار الأمية الدينية وعدم التفقه في الدين وتجاهل ما نهانا الله عنه. وهنا أود أن أذكر نقطة مهمة جداً، وهي أن معظم الأشخاص الذين التقيت بهم وعلى وجوههم أو أيديهم وشم هم ضحية لجهل آبائهم ومجتمعاتهم وعادة ما يتم الوشم عندهم وهم في أعمار صغيرة وهم لا حول لهم في ذلك ولا قوة وأعتقد - والله أعلم - أنهم ليسوا مؤاخذين في ذلك ما دام وضع الوشم عندهم في ذلك الوقت ليس باختيارهم إضافة إلى الجهل وعدم الإلمام في الأمور الدينية التي تحرّم تلك الوشوم في ذلك الوقت، وأجزم أن معظمهم إن لم يكن جميعهم جادون جداً في إزالة هذا الوشم بعد الصحوة الدينية والمعرفة في رأي الدين في الوشم، ولمست هذا الأمر في جميعهم وأكبر مثال هو أنهم عادة ما يتوافدون على إزالة الوشم بالليزر قبل موسم الحج أو حتى في أعمار متقدمة جداً.
د. عبد العزيز النوشان -استشاري أمراض طب وجراحة الجلد
|
|
|
| |
|