| |
نبضات نبوءة دانيال.. وما خلف النهرين ندى الفايز
|
|
ستدخل الحرب الأمريكية على العراق السنة الرابعة وبعيداً عن حجة نشر الديمقراطية جرت العادة أن يتخرج الطالب وكذا الشعوب فور مضي أربع سنوات دراسية أو حتى حربية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بعيد كل البعد عن مسألة وجود أو عدم وجود خريجين عراقيين من جامعة الديمقراطية الأمريكية ببغداد والبصرة أو حتى بالفلوجة، وبعيداً كذلك عن التدقيق في معدلات نجاح السياسة الأمريكية بنشر الديمقراطية المزعومة بعد كل تلك السنوات بالعراق؟؟ أتصور أن أمريكا رغم كل الإخفاقات والخسائر الفادحة التي تكبدتها في العراق نتيجة سياستها الخاطئة بالمنطقة مازالت مصرة على القيام بدور شرطي المنطقة وتنظيم حركة مرور الديمقراطية المزعومة بغض النظر عن سوء السياسة الإدارية لصدام حسين داخليا وخارجيا والتي مارس الجنود الأمريكان أفظع منها في الهواء الطلق بسجن أبو غريب وغيره، لابد من طرح كل الجوانب التي ورطت الإدارة الأمريكية بدخول العراق للنقاش وتعدي فرضية إسقاط نظام صدام حسين أو وضع اليد على بترول العراق أو حتى فرضية منع العراق من تطوير أسلحة الدمار الشامل التي اتضح أنه بالأصل لا يملكها حتى يطورها، وغير ذلك من ادعاء الإدارة الأمريكية وقتها أن العراقيين ينتظرون الجنود الأمريكان على أبواب بغداد والبصرة بالورود والشكولاتة، واتضح أن الاستقبال كان عبر حرب العصابات داخل المدن العراقية وبالبنادق. وبعيداً عن كل ما قيل وكتب عن أسباب الحرب الأمريكية على العراق تبقى هناك ملفات سرية مقفلة أخذ المثقفون والخبراء الأجانب يفتحونها بهدف فك شيفرة الحرب التي غرقت فيها الإدارة والشعب الأمريكي وتعد من القضايا الجديرة بالبحث والتحري خاصة بعد الأطروحات الغربية التي تناقش بجراءة شديدة حقيقة الدور الإسرائيلي الذي لم يعد خفيا في الحرب ضد العراق خاصة مع حقيقة كون مطلع الألفية الأولى قد سبق وحمل معه فناء دولة إسرائيل الأولى والتي لم يقم لليهود بعدها قائمة حتى عام 1948م وهو تاريخ قيام دولة إسرائيل الثانية التي تخشى أن تحمل الألفية الثانية لهم الدمار من خلف نهر الفرات أيضاً وتحديدا من قبل الآشوريين والبابليين مرة أخرى كما حملته الألفية الأولى، وذلك على حد زعم اليهود وربطهم لأحداث الخوف من التدمير المزعوم من خلف نهر الفرات من قِبل الآشوريين وبعدهم البابليون كما تم ذلك في سنة 722 ق.م وقياسا على زحف الآشوريين على مملكة إسرائيل في الشمال وتدميرها ومن ثم تبع ذلك في سنة 586 زحف الجيش البابلي على مملكة يهوذا في الجنوب حتى قضوا على دولة إسرائيل ويهوذا تماما وخرب القائد نبوخذ نصر مدينة القدس ودمر الهيكل وسبى اليهود بالسلاسل إلى بابل بالعراق. وفر من فر منهم إلى مصر وبقية الأقطار العربية التي عاملت اليهود أفضل من مما عاملتهم الدول الأوروبية بكثير، ولا ينكر حتى اليهود ذلك، وبتلك الفترة بدأ اليهود، خاصة في العراق، بتدوين التوراة أي بعد حوالي سبعمائة عام من ظهور موسى عليه السلام؛ وذلك خوفاً عليها من الضياع، وعندها كانت نبوءة دانيال الذي يعد آخر الأنبياء الكبار عند اليهود وأحد الذين سبوا إلى بابل طفلا وله سفر باسمه في الكتاب المقدس بالعهد القديم يشتمل في معظمه على رؤى تنبؤية تصف ما سيقع من أحداث في آخر الزمان خاصة فيما يتعلق بقيام دولة اليهود الثانية وزوالها تماما، وعليه أخذ الصهاينة حول العالم على عاتقهم مهمة استعداء دول العالم على المشرق العربي وخاصة ضد بلاد ما خلف النهرين (العراق) ووضع الخطط الاستراتيجية وما يعرف بالضربات الاستباقية والإجهاضية واستهدفت العراق بالتحديد وذلك في محاولة من قبل الصهيونية لإطالة عمر الدولة الإسرائيلية الثانية التي إن سقطت فلن تقوم لها قائمة مرة أخرى كما تشير التنبؤات اليهودية، وسيعد ذلك بمثابة زوال نهائي وليس سقوط الأمر الذي ورد ذكره بالنص بالتوراة، وبناء على ذلك كان الانتقام من العراقيين باعتبار أن ملك آشور (العراقي) أول من افترس اليهود ونبوخذ نصر (العراقي أيضاً) آخر من كسر عظامهم وذلك على حد تعبيرهم. وتأسيساً لما تقدم يتضح أن بلاد ما بين النهرين وتحديداً العراق تشكل خطراً جسيماً على دولة إسرائيل من منظورهم الديني والعقائدي، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فمن المفيد التنويه بأن القائد الإسلامي العظيم صلاح الدين الأيوبي والذي حرر القدس من الصليبيين (المسيحيين) يرجع في أصوله هو الآخر إلى العراق وتحديدا من أكراد العراق حيث ولد في عام 1138م في مدينة تكريت العراقية واختير من قبل الخليفة الفاطمي ليتولى الوزارة الفاطمية بالقاهرة وبعد القضاء على الخلافة الفاطمية بمصر أطلق عليه المصريون لقب الملك الناصر وأصبح رجل مصر الأول وبعام 1187م حرر بيت المقدس من الصليبيين بيوم الجمعة المصادف لليلة الإسراء والمعراج، وعليه وحسب المراجع التاريخية التي يقيس عليها اليهود تنبؤاتهم التي تتواتر مع ما جاء بالتوراة بأن تحرير بيت المقدس من أيدي اليهود كما حرر كذلك من أيدي الصليبيين دائما ما يخرج من بلاد ما بين النهرين. وقطعا يبقى للتذكير.. الحديث الشريف (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) والقول كذلك بأن نبوءة دانيال تم ذكرها هنا بهدف البحث العلمي والدراسة ولا يعني التصديق أو الاعتقاد بها وهي ضمن أحد فصول كتاب نزمع إن شاء الله طرحه قريباً باللغة العربية والإنجليزية.
nada@journalist.com |
|
|
| |
|