| |
نوازع الأمير سعد بن خالد د. محمد بن عبدالرحمن البشر
|
|
سمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن - رحمه الله - كان مميزاً في تعامله وحسن خلقه، مميزاً في تنظيم وقته وترتيبه، مميزاً في فتح بابه وفي استقباله لضيوفه ووداعهم. أحب - رحمه الله - المئات بقلب مخلص فأحبوه، وصادق المئات وصدق معهم فصدقوا معه، لا حواجز بينه وبينهم. من عرفه وجد نفسه أقرب الناس إلى قلبه، فسبحان من جعل ذلك القلب الكبير يحمل هذا الحب الصادق للمئات من أقرباء وأصدقاء وجيران. تشرفت بمعرفته منذ أن كنت يانعاً، وكان ذلك امتداداً لمعرفة الآباء والأجداد رحمهم الله تعالى جميعاً. عرفت فيه خصالاً نادرة وتحملاً فريداً للتجاوزات التي قد تقع حوله. عندما تدعوه إلى منزلك لغداء أو عشاء، فتكون فرحاً بقدوم صديق محب مع ارتفاع قدره ومكانته الاجتماعية، تشعر - بلا ريب - أنك تستضيف من تحب وتبقى تلك الرابطة هي الأساس للعلاقة. عندما تزوره - رحمه الله - في منزله، فياله من استقبال مفعم بالتهليل والتقدير والحب الصادق، وحديث مجلسه اجتماعي صرف مع دعابة رائعة دون غيبة أو تجريح، وتمحن لو يمتد بك مجلسه ساعات وساعات، وعندما يودعك وبالبشاشة والتقدير نفسه الذي استقبلك به. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجعل حسن خلقه شافعاً له عند ربه. كان يقوم - رحمه الله - مبكراً يجلس بعد صلاة الفجر في مجلسه لا يُغلق صباحاً أو مساء، ويقدم إليه الحاضرة والبادية منهم من يأتي لقضاء حاجة مادية فلا يتوانى - رحمه الله - عن ذلك، ومنهم من يطلب شفاعة، فيعمل جهده في خدمتهم، ومنهم من يحضر مجلسه - رحمه الله - للاستئناس بوجوده. عندما كنت أعمل في المؤسسة العامة للصوامع تشرفت بطلبه الشفاعة - رحمه الله - لبعض أبناء البادية والحاضرة الذين يأتون إليه، فكان دمث الخلق في طلبه لا يحمل عناء الحرج رغم معرفته بصدق محبتك له، وعلو منزلته التي تستوجب تلبية طلبه، لكنه هو الإنسان الذي يوازن بين الأمور ويرضي جميع الأطراف رحمه الله رحمة واسعة. كان - رحمه الله - بعد صلاة الظهر يفتح بابه لاستقبال من أراد مشاركته غذاءه، وأيضاً يفتح بابه بعد صلاة العصر والمغرب والعشاء، ولذا يمكن أن تجده بسهولة إذا لم يكن لديه ارتباط مسبقاً يحول دون ذلك. كان - رحمه الله - ينام مبكراً، ويقوم مبكراً، ويأكل إفطاره مبكراًَ، وغداءه بعد صلاة الظهر مباشرة، وعشاءه بعد صلاة العشاء مباشرة. فهو - رحمه الله - يريح مضيفه وضيفه. منذ أن عرفت سموه رحمه الله، فلم أعلم قط أن أحداً جاء إلى مجلسه شاكياً لسموه أو معاتباً، بل كل من يقدم إليه صديقاً ومحباً وطامحاً في خير، من صفات سموه - رحمه الله - الوفاء ومشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم والسؤال عنهم والاطمئنان على أحوالهم، وكان محباً للناس ومحبين له. وقد بادله الناس ذلك الوفاء والمحبة، وكان يتلمس ظروف بعض المعوزين ويقدم لهم ما يستطيع، أما جيرانه فأغلبهم كان يستأنس بالجلوس معه - رحمه الله - يومياً تقريباً، وإذا غاب عنه أحدهم ولم يره فإذا به يبادر بالسؤال عن أحواله والاطمئنان عليه. وظل كذلك على هذا النهج، كما تعلمنا على يديه كثيراً من صفات الوفاء والمحبة وحسن الخلق حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى. رحم الله الأمير سعد وأحسن مثواه وجعله في فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|
|
|
| |
|