خواطر وتأملات رمضانية

طالعت ما كتبه الأخ سلطان محمد المالك في الجزيرة الغراء يوم الأحد 2 رمضان 1427هـ بعنوان (رسائل صادقة في رمضان) وقد أجاد وأفاد في نصائحه المختصرة جزاه الله خيراً ونفع بجهوده، ويسعدني أن أشارك في هذا الشهر الفضيل بهذه الخواطر القصيرة.
النبي صلى الله عليه وسلم ورمضان
بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه برمضان وهنأهم بقدومه وبيّن لهم فضائله وأن فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم، وقد نزل صلى الله عليه وسلم من منبره الشريف وقال آمين ثلاثاً فسئل فقال: هذا جبريل قال: قل آمين فقلت: آمين فقال: من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله. يا لها من كارثة يا من لم تتب في شهر المغفرة ولم تتعرض لتلك النفحات فلا يفوتك الموسم وتدارك قبل الفوات.
أنيس أرواح المؤمنين
سماه الله فرقاناً ونوراً وروحاً وهدى ورحمة وبشرى وموعظة وشفاء لما في الصدور وجعل لمن اتبع هداه ضماناً بأن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، أمرنا أن نفرح به فهو رحمة الله يهدي للتي هي أقوم وبالأجر الكبير يبشر المؤمنين لا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو أنيس أرواح المؤمنين وشفيعهم عند رب العالمين إنه القرآن الذي نزل في رمضان فهل تفيئنا ظلاله ورشفنا من معينه الصافي شربة لا نظمأ بعدها أبداً تلاوة وتدبراً وعملاً.
سر السعادة والبهجة في رمضان
سر السعادة والبهجة التي تطل بطلعتها البهية علينا في رمضان لا شك بأنها من كثرة الطاعات وتنوعها وهذا تصديق لموعود الله بالحياة الطيبة لمن آمن به وعمل الصالحات وليس فقط في رمضان بل في سائر الأوقات.
فما أعظم عطاء الشكور سبحانه لما أجمع الناس على الخير وهبهم الطمأنينة وأشاع بينهم السرور.. فيا من أردت نعيم الروح استقم كما أمرت تفز بجنات النعيم.
التغيير في رمضان
إن أعظم درس في رمضان هو إمكانية وسهولة التغيير إلى الأفضل وبأسرع وقت إذا وجدت الرغبة وتوفرت العزيمة ما أسهل انقياد النفس إلى الطاقة إذا وجدت فارساً شهماً ينتصر عليها وما أشد طعمها بمن يدللها ويسير على خارطة الطريق التي خطتها له، إنها لن يهدأ لها بال ولن يقر لها قرار حتى يكون مدللها من حطب جهنم عياذاً بالله.. إذاً رمضان فرصة عظيمة للتغيير والانتصار على نفوسنا المدللة فهل نحن فاعلون.
المظاهر الاجتماعية في رمضان
إن شيوع المظاهر الاجتماعية الجميلة في رمضان بدءاً من التهاني بقدومه مروراً بتواصل الأقارب وتهادي الأطعمة بين الجيران وتفطير الصوام والمواساة ببذل الصدقة والزكاة وقبل هذا كله إفشاء السلام والبشاشة في وجوه الأنام ومجانبة السباب وفحش الكلام، إنما هي مجتمعة روافد صافية تصب في نهر الأخوة الإسلامية وتعيدنا إلى سالف مجدنا الذي كون به أسلافنا أعظم حضارة إنسانية عرفها التاريخ.
مركب النجاة
التقوى هي مركب النجاة الذي يلوح لنا في الأفق فهل نصعد إليه بهممنا وعزائمنا مستعينين بمولانا بفعل الواجبات واجتناب المحرمات لاسيما وأن الدرس الأساسي الذي نتعلمه من الصيام عنوانه (لعلكم تتقون).
وهو تدريب عملي على الدرس النظري وينجح فيه السواد الأعم من المسلمين كل عام وقليلون جداً هم الذين ترافقهم التقوى مدى الحياة، اللهم اجعلنا منهم.
صائم وليس بصائم
ما رأيكم في صائم ليس بصائم أمسك عن الأكل والشرب ولكنه لم يصم عن الغيبة والنميمة والفحش وبذاءة اللسان. لا شك أنه لم يعقل بعد المغزى والحكمة من صيام رمضان وما فهم قول النبي عليه الصلاة والسلام (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس له حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) فاحذر يا أخي اللسان لا يلدغنك إنه ثعبان ودرب لسانك على العفة وطيب الكلام واجعل كلمة إني صائم درعاً واقياً وسداً منيعاً في وجه فقراء الأخلاق.
ليلة القدر
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن أعمار أمته بين الستين والسبعين لذا أكرمنا الله تعالى بمواسم فيها جوائز وعطايا ونفحات تتضاعف بها حسناتنا وتعظم أجورنا ومنها رمضان الذي فيه ليلة هي خير من ألف شهر إنها ليلة شريفة مباركة في العشر الأواخر في الأوتار منها فهنيئاً لمن عرف قدرها وبذل جهده وسعى في تحصيلها فوفقه الله لقيامها ومنحه فضلها وجاد عليه بثوابها نسأل الرحيم الكريم أن يتكرم علينا بنفحات جوده ويفيض علينا من واسع فضله وهو الرؤوف الرحيم.