| |
خليفة كوفي عنان
|
|
يتولى الكوري الجنوبي كي مون منصبه كأمين عام للأمم المتحدة في أوضاع أقل ما توصف به أنها ساخنة، بل يمكن أن يقال إن بعضها مفصلية مثل التفجير النووي الكوري الشمالي الذي يؤشر لفترة جديدة في تاريخ العالم يبدو أنها ستكون حبلى بالكثير من الأحداث المشابهة، فكثير من الدول انفتحت شهيتها على الصناعة النووية، التي لم تعد حكراً على الكبار في العالم أو هكذا تقول وقائع الأحوال.. وفيما يتصل بهذا الملف خاصة، فإن السيد كي مون كان من أحد فرسانه فهو كان ضمن وفد بلاده في المفاوضات السداسية التي كانت تستهدف حمل كوريا الشمالية على الكف عن برنامجها النووي العسكري، وإلى ذلك فالرجل قد يكون في موقع أفضل لتناول الملف وبالطريقة التي قد تجنب العالم أزمة أخرى.. ومع ذلك فإن كي مون كثيراً ما يوصف بأنه موال للولايات المتحدة الأمريكية، وهو بحكم طبيعة العلاقة بين بلاده وواشنطن وبحكم قربه من الدائرة الحاكمة كوزير سابق لخارجية بلاده فإن هذه العلاقة قد ستظهر في ممارسته لمهام منصبه خصوصاًَ وأن الأمم المتحدة باتت توصف في الفترة الأخيرة على أنها ذراع أمريكية، ومع ذلك فإن من المؤكد أن كي مون سيسعى للتقليل من أثر كل هذه المعطيات وسيحاول على الأرجح أن يترك بصمته الخاصة المميزة على مجمل الأحداث دون أن يتمكن في كل الأحوال من التخلص من مؤثرات هذه العلاقة الأمريكية.. لقد أثبتت أحداث الماضي البعيد أن منصب أمين عام الأمم المتحدة ليس بمنأى عن هيمنة الدول الكبرى، ومن المؤكد أن كل من يسعى إلى الخروج بطريقة حادة على السياسية الأمريكية سيلقى المزيد من المصاعب، ونذكر في هذا الصدد الأمين العام السابق بطرس غالي، فقد ضحى بمنصبه لأنه نشر بالكامل تقرير مذبحة قانا التي ارتكبتها إسرائيل في جنوب لبنان حيث أشار ذلك التقرير إلى إدانة إسرائيل في تلك المذبحة البشعة.. ولعل هذه الهيمنة التي تمارسها بعض الدول على الأمم المتحدة تؤثر على الوضع الحيادي للمنظمة الدولية وتنأى بها عن صفتها كبيت للعالم كله، وتحت هذه الضغوط التي تمارسها الدول الكبرى تنعدم الفرص لإيجاد حلول حقيقية لمختلف المشاكل والمصاعب التي يعاني منها العالم.. والسيد كيمون يأتي أيضاً في فترة تتزايد فيها المطالب بإصلاح المنظمة الدولية من عدة جوانب، فهناك الفساد المالي الذي ارتبط خصوصاً ببرنامج النفط مقابل الغذاء، وهناك من الجانب الآخر الحاجة إلى زيادة عدد الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهو الجزء الأهم في المنظمة الدولية، فهناك مجموعات من الدول ترى ضرورة أن يكون لها ممثلها في هذه الهيئة الدولية التي تتخذ قرارات هامة ينبغي أن تحظى بقدر من الإجماع وبالمشاركة من الكتل الدولية كافة.
|
|
|
| |
|