| |
وقفات مع مقالة رئيس التحرير
|
|
(الحياة كما تعلم مدرسة لا مثيل لها في التجارب وفي مرور الإنسان بالمحن والصعوبات ومثلها حين تفتح الحياة لك الأبواب المؤصدة لتثري بأكثر مما تتوقع). ما أجمل هذه الكلمات وما أروع تلك العبارات التي كتبها الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير في الصفحة الأخيرة من جريدة الجزيرة من يوم الاثنين 10-9-1427هـ، حيث كان عنوان مقاله حين يؤذي المرء نفسه! وهذه بعض من الوقفات السريعة مع مقال المالك، فأقول وبالله التوفيق والسداد: الوقفة الأولى: الحياة مدرسة مفتوحة الأبواب يتعلم ويستفيد منها ذوو الألباب وكلنا تلاميذ في مدرسة الحياة، والإنسان الناجح هو من يأخذ العبر والدروس من هذه الحياة ويجعلها تاجاً فوق الرؤوس، والإنسان الناجح كذلك هو من يوقد شمعة ويمسح دمعة، والإنسان المثالي هو من يستفيد من أخطاء وخسائر الماضي ويحولها إلى أرباح وخبرات في المستقبل. الوقفة الثانية: مع قول الأستاذ خالد المالك (حين يؤذي المرء نفسه) سبحان الله.. هل يؤذي المرء نفسه؟! نعم، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}(58) سورة الأحزاب. والناظر بعين العقل والبصيرة في أحوال الناس يجد العجب العجاب من بعض التصرفات السيئة التي تضر ولا تنفع وتهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع، فالواجب على الإنسان أن يتواضع، خصوصاً عندما يكون من رجال المال والأعمال، ويجب عليه كذلك أن يملك قلوب الرجال بصفات الكمال وصدق من قال: (السحر الحلال الابتسامة في وجه الرجال). وبعض الناس تصرفاته عجيبة وأحواله غريبة، فهو غير واضح المعالم مع نفسه، فكيف يكون واضحاً مع غيره؟ والنجاح الحقيقي من خلال وجهة نظري الشخصية هو نجاح الإنسان في إدارة نفسه ومعرفة ربه، ولكن هناك فئة قليلة من المجتمع شعارهم: (اخرق المألوف وخالف المعروف). الوقفة الثالثة: ما أجمل أن يطبق الإنسان هذه القاعدة عندما يتعامل مع غيره من البشر وهي: (كسب القلوب أهم من كسب المواقف) والإنسان عندما يطبق هذه القاعدة يحصل على الخير ويكسب قلوب الآخرين، وصدق من قال: (الإنسان أسير الإحسان). الوقفة الرابعة: سلامة الإنسان في حفظ اللسان، قال أحد الحكماء: (أنت تملك الكلمة أما إذا قلتها ملكتك). والله - عز وجل - يقول في كتابه الكريم: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(18) سورة ق، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (رحم الله أمرأ قال خير فغنم أو سكت فسلم). وقديماً قالوا: (الكلمة تقتل أمة وتحيي أمة وربما كلمة قالت لصاحبها دعني). الوقفة الخامسة: الراحة النفسية تلعب دوراً مهماً في علاقة الإنسان مع نفسه ومع غيره من البشر، وبالتالي تنعكس على تصرفاته سواء كانت إيجابية أو سلبية، وما أجمل ذلك القول: (إن راحتنا مع أنفسنا شرط أساسي لراحتنا في صحبة الناس). والإنسان العاقل لا يطالب بالمستحيل ولكنه يرضى بالواقع في حدود المعقول، ويتذكر دائماً وأبداً تلك الحكمة: (لنرضى بالمتاح لنهنأ ونرتاح).
محماس بن عايض الدوسري - 7492 الخرج 11942
|
|
|
| |
|