| |
على مثل هذا فلتبك القويعية سليمان بن سعد الشقيران/ القويعية
|
|
الحمد لله القائل في كتابه العزيز {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، والقائل: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، والصلاة والسلام على رسوله القائل وهو يعالج سكرات الموت (لا إله إلا الله إن للموت لسكرات) وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد: فلقد غيَّب الموت عنا رجلاً فاضلاً وعلماً بارزاً من محافظة القويعية، رجلاً عرفه البعيد قبل القريب وعرفه القاصي قبل الداني، رجلاً نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه، رجلاً أحبه الناس على تعدد فئاتهم وطبقاتهم، رجلاً اتصف بالخلق الجميل والابتسامة التي تعلو محياه واتصف بطيبة نفسه وتواضعه الدائم حتى أحبه الناس كبيرهم وصغيرهم. إنه الشيخ عبد العزيز بن محمد الشريف - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الجنة برحمته ورضوانه وغفرانه -. عندما قدمنا للصلاة عليه في الجامع الكبير بمدينة مزعل لم نكن نتوقع أن يمتلئ الجامع على ضخامته حتى إن كثيراً من المصلين خرجوا من المسجد وبات أغلبهم يصلي خارج الجامع، جموع غفيرة أتت من مدن المملكة ومحافظاتها حتى امتلأ المسجد وضاق بمن فيه وانهالت الجموع الغفيرة إلى مقبرة مدينة مزعل وامتلأت المقبرة والناس تبكي وتذرف الدموع حزناً على فراق الحبيب الذي أحبه كل إنسان عرفه. لقد كان الشيخ عبد العزيز الشريف - رحمه الله - مثلاً للأخلاق، ومثلاً للتواضع، ومثلاً للإيثار.. يُضحي بنفسه لأجل مصلحة الجميع، أحبه الناس بادية وحاضرة، وبكاه أحبته وأقرباؤه وأصدقاؤه حتى العمال بكوه لأنه كان يعاملهم كالأب الحنون، فلله درك أيها الحبيب ولله عطاؤك، كم تركت من المآثر الطيبة التي سيسطِّرها لك التاريخ بمداد من ذهب، لقد كان باراً بوالديه - رحمه الله - وأعمامه وجماعته، لو يتصل شخص وهو يعرفه يريد حاجة أو فكّ كربة وهو يستطيع أداءها لا يتوانى ساعة في فكّها.. كيف لا وهو ابن القويعية البار الذي يعمل لأجل مصلحة هذه المحافظة وأهلها، لقد كان صديقاً حميماً لوالدي يعتبره أباه، أذكر مرة أن والدي اتصل عليه الساعة الواحدة ظهراً، وكان قد خلد للراحة فلما علم بأن والدي هو المتصل ركب سيارته وأتى إلى والدي وذهبا إلى الرياض ولم يأتيا إلا الساعة العاشرة ليلاً، وقد كان محتاجاً للراحة فتركها لأجل مصلحة والدي. لله ما أطيبك يا عبد العزيز الشريف، لو عرفه شخص لأحبه قبل أن يختلط به، لقد كتبت هذه الكلمات المتواضعة في حق عمي الشيخ عبد العزيز بن محمد الشريف ولم أوفه حقه من المديح، فلو أردت مدحه لطال الحديث، لكنها قصاصة بسيطة خرجت من جعبتي وكنت أكتبها وأنا أذرف الدمع من عينيّ. رحمك الله أيها الشيخ الفاضل وأيها العم الحبيب وجعلك من الشهداء وجمعك مع الأنبياء والصالحين ومع أحبابك في الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا بك هناك وألهمنا وألهم أهلك وأحبابك وأصدقاءك الصبر والسلوان.. وأسأل الله أن يوسّع لك في قبرك مدّ بصرك وينوّره لك ويجعله روضة من رياض الجنة ويرزقك من الجنة ما طابت إليه نفسك واشتهت عينك وجزاك عن أحبابك خير ما جزى والداً عن ولده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
|
|
|
| |
|