| |
(أفغيرَ دين اللّه يبغون)؟! فوزية ناصر النعيم/ عنيزة
|
|
عندما أصبح الإسلام ديننا الوسط الذي لم يشرّع فيه مولانا شرعاً واحداً ينبثق من خلاله تشتيت شمل أو تفريق زوجين أو هدم كيان أُسرة سعيدة.. بل جعل الطلاق حلاً حاسماً لنهاية معاناة رغم أنه أبغض الحلال إليه.. بل يدعو ديننا الوسط إلى التّحاب والتّراحم ولمّ الشمل وعدم ترويع الآمنين وتفزيع الأُسر.. لقد جعل جلَّت قدرته لكل شيء سبباً ودافعاً وحكماً.. ويأتي من بني البشر من يسن سنناً ما أنزل الله بها من سلطان مستنداً على بعض الأدلة التي جعلها الله رحمة لعباده ولم يجعلها ليُشنق بها الحق وتوأد بها السعادة.. هذا مع الأسف ما حدث مع (... منصور وفاطمة) وهما زوجان تربطهما المحبة والرحمة وبينهما طفلان صغيران.. وقفت في وجههما التقاليد ليكون زواجهما بحكم التقاليد غير صالح ولا متكافئ، لأن منصور غير قبيلي وزوجته من أسرة معروفة.. فاطمة تدرك ذلك.. وبلغت من العمر ما يؤهلها لمعرفة أين تقع مصلحتها وهي موافقة على هذه الفروقات وتحاول جاهدة أن تدفع الضرر عن أسرتها الصغيرة وتؤمن أن الطلاق سوف يتسبب في شتات أطفالها وضياع مستقبلها الاجتماعي.. لقد مرَّت فاطمة بعد رحيل والدها الذي بارك هذه الزيجة قبل وفاته.. مرَّت بظروف مريرة وسامها أخوها من الأب أشد أنواع العذاب.. ولا أدري ما هو سلطان أخيها لأبيها في ظل وجود الإخوة المقربين.. والذي أدركه جيداً.. أن الأخ من الأب لا يستطيع أن يعقد قران أخته ولا يرثها وليس له حقوق الأخ الخليص.. إذاً مَنْ منحه هذه القوة الصارمة التي استطاع من خلالها أن يطارد أخته من الجوف حتى القصيم والخرج وجدة إلى أن تمكن من استخراج صك طلاقها وتشتيت شمل أسرتها وبقائها قابعة في سجن النساء بالمنطقة الشرقية مع طفليها.. وزوجها يجوب البقاع يبحث عن مخارج ما بين لجنة الحماية وحقوق الإنسان والقلوب الرحيمة والأحكام المنصفة، لكن يبدو لي أن المسألة بلا جدوى ما لم تتدخل هيئة كبار العلماء وتضع حلاً صارماً واحداً رادعاً لأولئك الذين يخوِّلون لأنفسهم التلاعب بحياة المرأة بحكم الولاية والقوامة واعوجاج الرأي.. وأتساءل أيهما أخف ضرراً إن وقع الضرر.. أن تبقى فاطمة في كنف زوجها مع طفلها وتعيش حياتها سعيدة مع من اختارته لها زوجاً في ظل تعاليم الشريعة السمحة.. أم أن تبقى هي وأطفالها في السجن هرباً من جبروت الإخوة وزوجها يهيم على وجهه لا يجد من ينصره ويمنحه حقه الشرعي في بلاد الإسلام والحق؟!! ثم أريد أن أسأل أخا فاطمة.. وأرجو أن يرجِّح العقل وينأى عن العنجهية الشيطانية التي تخيّم على فكره.. هل أختك فاطمة وأسرتك الكريمة برمتها أفضل من أخت الصحابي عبد الرحمن بن عوف القرشي التي تشرفت بالزواج من بلال الحبشي وبارك رسول هذه الأمة زواجهما؟!!
|
|
|
| |
|