| |
مركاز خادمة لكل مواطن! حسين علي حسين
|
|
حسب إحصائية حديثة صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية (فإن 89% من البيوت السعودية تعمل بها خادمة واحدة على الأقل، وفي الرياض وحدها هناك مليون خادمة، كما أن 52% من الزوجات السعوديات يستعن بخادمات!) وقد نشرت هذه الإحصائية في عدد جريدة الوطن الصادر في 16 رمضان، سوف تتساءل وأنت تقرأ هذه الإحصائية، ما هو سر هذا الولع بالخادمات، وما هو سر تنامي أعدادهن للحد أن 25% من سكان العاصمة من الخادمات، وهو ما يعكس رفاهية فائقة، ففي العاصمة وربما في غيرها من المدن توجد أكثر من خادمة وأكثر من سائق في كل منزل، أغلبهم ينامون ويأكلون ويشربون أكثر من المسؤولين عنهم! وقد نقلنا هذا الولع باستعمال الخدم إلى خارج بلادنا، فأصبحنا لا نسافر إلا مصحوبين بالخادمات والسائقين، بل إن هناك من يذهب إلى الدراسة تصحبه خادمة، ما أوقع بعضهم في العديد من المشاكل القانونية، أما في الداخل فهناك مشاكل أدهى وأمر، فمثلما هناك أسر تُخدم على الخادمة هناك أسر تستعبد الخادمة ليلاً ونهاراً! وعندنا الآن عشرات المكاتب التي تتنافس على البحث عن أفضل الفرص في الدول المصدرة للعمالة المنزلية، وبعض هذه المكاتب مثل المنشار، تأكل من المكاتب الخارجية ومن المواطنين، بل إن بعضها تتفنن في إيذاء المواطن من خلال تعطيل الاستقدام أو تأخيره أو جلب عاملة من الأدغال لتكون عبئاً على المواطن حتى يسفرها ويطلب غيرها، وقد قيل إن بعض أصحاب المكاتب يبحثون عن الأسوأ وبعضهم يوظف ما يأخذه من رسوم في أعمال تجارية أكبر مدة ممكنة! في دول مجاورة لا تحتاج لاستقدام عاملة منزلية أو سائق، مكاتب متخصصة تتولى كل ذلك، الاستقدام والإقامة والعلاج، وإذا لم تعجبك العاملة أو السائق يتم إرجاعها وأخذ بديل عنها أو عنه، وبعض هذه المكاتب تؤجر العاملة أو السائق أو العامل العادي لمدد محددة، هذا الأسلوب لو كان مطبقاً في بلادنا سوف يسهم كثيراً في تقليص أعداد العاملين والعاملات وسوف يرفع عبئاً ثقيلاً عن كاهل وزارة العمل وقبل ذلك كله عن المواطنين، بل ربما أسهم في توافر عمالة مدربة ونظيفة وسليمة صحياً! ابحثوا عن حل قبل أن يصبح في بلادنا عاملة منزلية وسائق لكل مواطن، حينذاك سوف تتغير لهجة أجيالنا وعاداتهم وسلوكياتهم، لنودع إلى غير رجعة ما اعتدنا عليه من عادات وتقاليد بعضها سيئ وأكثر جيد وهو ما يجب تنميته والحفاظ عليه لا زيادته! لا يوجد بلد في العالم كله مصاب بعادة استخدام العاملات والسائقين في المنازل مثلنا، بعضهم يرد ذلك للترف وبعضهم يرده لحب الراحة وبعضه يرده للخصوصية.. آه من الخصوصية التي تقف ضد قيادة المرأة للسيارة وترغب بجسم غريب يقود لها السيارة ويسكن في منزلها ويأكل من أكلها وفي آخر الشهر يأخذ راتباً!! كلمات - سوف تتوقف عن الأكل والشرب خلال ساعات الصيام لكن هل تستطيع التوقف عن إلحاق الأذى بالغير، بلسانك وقلبك ويديك!! - عندما تأكل تذكر أن للأكل مسيرة تبدأ من يديك إلى فمك ومعدتك و... مسيرة اللقمة مثل مسيرتك... سبحان الله! - الصوت الجميل لن يكون في كل حال صادراً عن وجه جميل، بل كثيراً ما يكون العكس صحيحاً! - إفشاء السلام صدقة والكلمة الطيبة صدقة، ما أكثر الصدقات في موروثاتنا وما أقلنا عند تطبيقها! - لو كنت منك لاكتفيت بقراءة وجوه الناس عن قراءة الكتب. - اختلاف أمتي رحمة، لكن أمتي في الواقع لا تريد هذه الرحمة! وإلا فكيف نفسر هذا اللدد في الخصومة بين أمة إسلامية واحدة!! - كان إحسان عبدالقدوس يقول (لو صببت عطر باريس كله على باماكو لما تغيرت رائحتها!) وكذلك بعض الناس... خارج باماكو!! - خرجت من بطن أمك عارياً، وستعود إلى بطن أمك الأرض عارياً، فلماذا كل هذه الإكسسوارات الفاقعة: المال والجاه والاستعلاء؟! - عندما كنت موظفاً سرب لي كتاب من تحت باب مكتبي عندما تصفحته، أحسست ولأول مرة بأنني سجين، سجانه هارب، وما زلت أسأل نفسي حتى الآن لماذا لم يسلمني الكتاب يداً بيد، لأحس بحريتي وحريته؟! - الشيء الوحيد الذي نتمنى أن ينصب علينا بلا حدود هو المال، والشيء الوحيد الذي نتمنى ألا نراه هو الشر، ومن سوء حظنا أو حسنه، أن الأمور لا تتوقف على الأماني! - لا يطلب العدل من ظالم، ولا السلام من جبار، ولا الرحمة ممن ماتت قلوبهم!
فاكس 4533173
taiba1989@hotmail.com |
|
|
| |
|