| |
الطائشون..؟! محمد الدبيسي
|
|
مجبرون عشاق (التليفزيون) المتحمسون للدراما المحلية.. والباحثون عن آفاق الترويح في (رمضان الكريم) على ازدراد.. (طاش) القصبي والسدحان.. وكذا طاش (الحمود ورفاقه).. بل حتى عمل بمستوى (غَشَمْشَمْ) ينز رداءة وفهاهة ويسوق للابتذال والترخص.. ولا يجد مسوغاً لفرضه على المشاهد إلا دعوى (محليته) وبقية التوابع والزوابع.. من أعمال محلية وخليجية تستجدي -وباستماتة (بائسة)- الضحك كقيمة وهدف.. أو الحزن المفرغ (الدائر) في فلك الارتجال والتلفيق الفاقد لأي مصداقية أو إقناع.. !! ** في (مضمار) تلاشت فيه حمولات هذه (المفردة) وأضحى (أراجوزات الفضائيات) يتقاتلون على الكسب المادي.. وتسول الاهتمام والمتابعة..! و(الضحية).. مشاهد لا يملك ضمناً خياراً أو قرارا.. إذا افترضنا غياب الوعي بمفهوم الاستقلالية وإرادة المفاضلة فيما يتم عرضه..؟ و(هنا) لا يلام (القصبي ورفيقه) على تسليع موهبة (فذة).. ضلت طريقها من الفن إلى (......).. ؟! ** (موهبة) ظلا يستولدان تليدها عبر أربعة عشر عاما.. ويعيدان استقطار (نكهتها) التي كانت مائزة ذات يوم..! و(التدوير) على فكرة مُسخت لكثرة التعويل على (هوامشها).. حتى فقدت مقومات القناعة بها..! فضلا عن استساغتها كنكتة باتت بدورها (قديمة) لا تُضحِك..! حتى وإن استمات (القصبي ورفيقه).. في استدعائها عبر هَبَل (فؤاد ومحيميد)..؟ ** لينسحب (التسطيح) كإطار يكبّل هذا العمل الذي اجترح - غير مرة - حساسية النقد الاجتماعي.. وفكك عصمة (قضايا وكيانات) استعصت كثيرا على إرادة المقاربة أو الانتقاد.. !! ** إلا أن نزعة استثمار (الماضي) واجتراره ظلت بوصلة توجه رؤية (بطليه) وعليها ينيطان آمال (القبول) عبر نفض غبار التقادم عن عمل منتهي الصلاحية.. باجتلاب حسناوات الشام والخليج لإعطائه نكهة مستساغة..! ** كما يصران كذلك على ادخار دور البطولة والمركزية في العمل.. ليوزعا فتات الأدوار على شباب يعزف في دائرة جوقة تلمع وترسخ نجومية البطلين.. وتعزز لمعانهما كصاحبي امتياز (مطلق وأبدي)؛ فمنذ السنة الخامسة تحديدا لطاش.. بات واضحاً أن لا ثمة رؤية مقنعة باستمرارية العمل.. ولا معالجة فنية تترفع بأفكارٍ حرص بطلا (العمل).. على اسحتثاث الجمهور لإغاثتهما بها..!! **حتى وإن عبرت إلينا بعض الحلقات المتميزة في دورة (طاش) لهذا العام مستوعبة شعورا جمعيا وشعبيا يأنس لهذا الطرح الذي يراه تعبيرا شجاعا عما يخشى (هو) التعبير عنه إزاء الإطاحة بحصانة مزعومة لتلك (الفئة)، وتعرية بعض ممارساتها..؟ إلا أن استهداف هذه القضايا النوعية ظل الاستثناء الذي يؤكد ما أشرنا إليه.. ليدور (العمل) عبر هذه السنين في فلك مكانته الأولى.. التي استحقها باقتدار.. فيما ذابت بعد ذلك في فلك احتكار بطليه.. وانزياح القيمة (الدرامية).. إلى (اسكتشات) تبدد تأثيرها ما بين هشاشة الفكرة وارتباك السيناريو.. والولع بالبطولة المطلقة.. التي لم تعد تروق للمتيمين بوهم (دراما محلية) أو المنقبين عن ثقوب للضحك..؟ ولكن مَن يضحك على من..؟؟
md1413@hotmail.com |
|
|
| |
|