Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/10/2006G Issue 12430مقـالاتالثلاثاء 18 رمضان 1427 هـ  10 أكتوبر2006 م   العدد  12430
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

في زيارة للبحرين
عادل علي جودة

زيارة واجب حملتني وزوجتي الغالية إلى مملكة البحرين لعيادة صهري العزيز، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه، ولأنها المرة الأولى التي أزور فيها مملكة البحرين آثرت أن تكون رحلتي برية لأمتع ناظري بمشاهدة جسر المحبة أو لأقل حبل الود والإخاء الذي شيدته المملكة العربية السعودية ليبقى شاهد وصال بينها وبين مملكة البحرين، ولإضفاء روح الأصالة والعزة أطلقت عليه اسم الراحل العظيم فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله. المشكلة أن الحافلة التي أقلتنا غادرت الرياض بعد صلاة عصر يوم الأربعاء 22-7-1427هـ الموافق 16-8-2006م فكان مرورنا فوق الجسر في حوالي التاسعة مساء، أي بعد أن خيم الليل بظلامه فلم أحظ بما تمنيت، ولا بأس قارئي الكريم، قبل الانتقال إلى عنوان هذه المقالة وهمومها، أن أهمس إليك بسر لعله يرسم شيئاً من الابتسامة على محياك، ذلك أنني في أثناء سير الحافلة فوق جسر الملك فهد تذكرت ذلك الذي أبى إلا أن يجد في الورد الأحمر عيباً فقال مبتسماً (آه أحمر الخدين) تذكرت ذلك وابتسمت وأنا أتمتم داخلي: (هذا الجسر تنقصه إنارة تضيء كل هذا الفضاء لتعكس حميمية العناق وحلاوته بين المملكتين وشعبيهما، ثم سرعان ما رحت أشاهد كل ذلك عبر رائعة الشاعر المتألق دوماً معالي الدكتور غازي القصيبي، إذ تألقت قريحته غوصاً في عمق المعاني لتبهج النفس بواحدة من لآلئ أبي يارا الحسان، تحت عنوان: (ضرب من العشق):

ضرب من العشق لا درب من الحجر
هذا الذي طار بالواحات للجزر
ساق الخيام إلى الشطآن فانزلقت
عبر المياه شراعاً أبيض الخفر
ماذا أرى؟ زورقاً في اليم مندفعاً؟
أم أنه جمل ما مل من سفر؟
وهذه أغنيات الغوص في أذني؟
أم الحداة شدوا بالشعر في السحر؟
واستيقظت نخلة وسنى توشوشني
من طوّق النخل بالأصداف والدرر؟
نسيت أين أنا، إن الرياض هنا
مع المنامة مشغولان بالسمر؟
وهذه جدة جاءت بأنجمها
أم المحرق جاءتنا مع القمر؟
أم أنها مسقط السمراء زائرتي؟
أم أنها الدوحة الخضراء في قطر؟
أم الكويت التي حيّت فهمت بها؟
أم أنها العين كم في العين من حور؟
بدو وبحارة ما الفرق بينهما
والبر والبحر ينسابان من مضر؟
خليج إن حبال الله تربطنا
فهل يقربنا خيط من البشر؟

سلمت أبا يارا وسلم إحساسك.

دخلنا مملكة البحرين، وكانت إجراءات الدخول لا تقل يسراً وسهولة عن إجراءات الخروج من السعودية، وهذه أسجلها للطرفين بالإعجاب والتقدير، وهناك كان الأحبة في انتظارنا لننطلق معا إلى (مدينة حمد) حيث الشقة الجميلة التي خصصت لتكون مبيتاً لنا.

وفي ضحى اليوم التالي، الخميس، علم صهري بوجودنا في البحرين فأفسد علينا رغبتنا في مفاجأته بالزيارة ليقوم هو بواجب الضيافة الفلسطينية في بيته الأنيق ومع أسرته الرائعة، والجميل في الأمر أن وجودنا بقربه جعل الأدرينالين يتفاعل داخله فبدا وكأنه لا يشكو شيئاً بفضل الله فعمت السعادة قلوب الجميع.

وبعد الغداء، وفي إطار واجب الضيافة أيضاً، اصطحبنا الأحبة في جولة جابت شوارع البحرين الوادعة النظيفة، وعبر هذه الجولة استطعنا أن نتحسس آلام مياه الخليج وحزنها على ما فقدته من مساحتها لصالح اليابسة، فهذا الشارع جاء على حساب المياه للوصل بين جزيرتين وهذا الشارع المزين بكل هذه الأشجار اخترق المياه في عمق الخليج على أرض جزيرة صغيرة وحينما سألت عن سر تجمعات العيدان التي تناثرت بالقرب من الشواطئ ذهبت بنا الإجابة إلى أن التجمع الواحد من هذه العيدان (جريد النخل) المحاطة بشبك حديدي يسمى (حظرة) وتستخدم الحظرة كمصيدة لجمع الأسماك الكبيرة منها والصغيرة.وفي المساء وخلال سهرة هادئة سعدت فيها بالتعرف إلى بعض الإخوة تنقلت بنا الأحاديث من موضوع إلى آخر ورغم أن وقت السهرة لم يكن طويلاً إلا أنها كانت كافية لتسوق إليّ المزيد من همومهم التي تؤرقهم، حديث يجسد معاناتهم، قليله بسبب غلاء المعيشة وكثيره يتصل بالانفتاحية المفرطة التي تسببت في انحراف الكثير من الشباب والشابات.الحقيقة أنني رغم جدية الحديث فقد يكون قد شابه بعض مبالغة أو ربما أن ما قيل لا يمثل رأي الأغلبية إلا أنني في اليوم التالي حينما ذهبت لأداء صلاة الجمعة في (مسجد يوسف أحمد كانو) واستمعت إلى الخطبة بدا واضحاً أن تلك الهموم تعم البلاد وتغم العباد وأفسدت على مصل (مثلي) هيأ نفسه بعد انتهاء الصلاة للتجول داخل المسجد للاستمتاع بما اتسم به من تصميم أنيق، وساحات شاسعة وفرش ناعمة تشير إلى حجم العناية والرعاية التي يحظى بها من لدن أولي النعمة وحكومة البحرين.اعتلى الإمام منبره، واستهل خطبته بالبداية المعهودة وبعد أن نجح في شد الأسماع ولفت الأنظار من خلال فترة صمت غير قصيرة نادى بصوت خنقت شموخه العبرة قائلاً: (يا أهل البحرين استيقظوا) ثم بدأ يقذف حمم همومه جراء ما يحدث في البحرين من بعض الشباب، وكم كان حزيناً ذلك الشيخ الجليل وهو يوخز الناس بعباراته الحادة (ألا تهبوا لنجدة شبابكم).

ثم أعادني الشيخ إليه وهو يردد النداء نفسه مراراً وتكراراً: (يا أهل البحرين استيقظوا) ليلقي بعدها على أسماع المصلين همه الأكبر الذي لا علاج له إلا الاعتصام بحبل الله، ذلكم الهم هو المؤامرات التي يحيكها المارد أو النمرود وأعوانه وأذنابه والغافلون من بني جلدتنا ضد مملكة البحرين قيادة وشعباً وأرضاً وسماء وماء، ثم دمعت عينا الشيخ وهو ينبه إلى مآرب الشيطان وأهدافه الرامية إلى إثارة الفتنة الطائفية وما أدراك ما الفتنة الطائفية، أقل ما يقال فيها إنها لا تبقي ولا تذر، واسألوا لبنان الجريح قبل ملتقى الطائف، وتأملوا عراق اليوم وما تحدثه بوادر الفتنة الطائفية من قتل وحرق وتدمير نسأل الله ألا تعظم شرارتها، وهنا أقف مكتفياً بنعم: يا أهل البحرين استيقظوا. نعم قارئي الكريم، كأني بك تسألني عما إذا كنت قد استمتعت بمشاهدة جسر الملك فهد في رحلة العودة، فأجيب بنعم وأستدرك بلكن، أمام نعم فللمشاهدة، وأما لكن فللهموم التي حالت دون تأملي للوحة العشق التي رسمها الشاعر، فرغم أن الوقت كان عصراً (من نهار يوم الجمعة نفسه) إلا أن ظلمة الهموم كانت أشد حلكة من ظلمة الليل والله المستعان.

عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين - الرياض



aaajoudeh@hotmail.com


نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved