Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/10/2006G Issue 12430مقـالاتالثلاثاء 18 رمضان 1427 هـ  10 أكتوبر2006 م   العدد  12430
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

طيور الهمّ
عبد الله بن عبد العزيز المعيلي

{حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} دعاء كريم، ردده بحرقة وألم أحد الطائفين ببيت الله الحرام، ردده والدمع يسكب من عينيه، ردده وقد ضاقت الدنيا من حوله، تابعته بعد أن فرغ من الطواف، وبعد تردد وخشية من الصد بادرته بالسلام والتحية والسؤال لعلي أسهم في التخفيف من ألمه وحرقته، استجاب وكأنه يبحث عن منقذ، وبعد عرض معاناته، وطرح أحزانه، قلت له لقد ضيقت واسعاً، وسجنت نفسك في إطار حديدي فتأذيت وآذيت، فلم تعد ترى سوى ذاك الذي ظلمك وبغى عليك، وها أنت تبدو منكسراً حزيناً، مهموماً كئيباً، فرد متسائلاً: ماذا أعمل؟ قلت له لا تعمل شيئاً، فقط اعلم أنك في خير ونعيم، فمثلك يجب أن يسر ويهنأ، وظالمك الباغي عليك - إن كان في قلبه إيمان ويقين - هو الذي يعيش حزيناً مهموماً كئيباً منكسراً، عاد متسائلاً: كيف؟ أجبته: أنت في خير ونعيم؛ لأنك في أحد خيارين خيّرين، إن كان ما سلب منك حقاً وعدلاً، فاستغفر الله فلعله يكفر عنك ما حصل منك، وإن كان بغياً وظلماً، فأنت تأخذ من حسنات الذي بغى عليك وظلمك من ساعة ظلمه حتى تلاقيه عند الحكم العدل سبحانه وتعالى، فلماذا أنت حزين ومهموم؟ من يحصل له كل هذا الخير يجب أن يسر ويسعد ويهنأ، أما ظالمك فدعه في نشوته الزائفة، وسعادته الزائلة، فلو استحضر ما ينتظره عندما تقف أنت وإياه أمام مَنْ يعلم السرَّ وأخفى، لما أغمضت له عين ولما هدأ له بال، لكنه تناسى ذلك فدعه في غفلته، وانعم بما ينتظرك واعلم أنك الفائز وهو الخاسر طالما أنك على حق، اخرج من دائرة الحزن هذه، وكما ترى ما سلب منك لا يساوي ما ينتظرك من خير وفلاح، وما ظفر به ظالمك لا يساوي شيئاً أمام ما ينتظره نظير بغيه وظلمه.
أخيراً ضع هذا المثل الصيني أمام عينيك، تذكره دائماً (لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك، لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في رأسك).
لقد ظفر هذا الظالم بالتحليق فوق رأسك، لكن لا تدعه يعشش في رأسك، فإن ظفر بذلك فهذا أشد وأنكى عليك؛ ما يزيده فرحاً وطرباً بما حقق.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved