| |
رقص الأقحوانة غثاء محمد يحيى القحطاني
|
|
هذا الكمّ الكبير من المسلسلات الرمضانية يجعلك محصوراً في دائرة الاستفهام وعلامات التعجّب كيف سيخرج كل هؤلاء من عُنقِ الزّجاجة التي بات (عُنقها) ضيقاً جداً. وسُئلت قبل عدة أيامٍ خلالَ مداخلةٍ هاتفية عن الأعمال الرمضانية فقلت إن ما نشاهدهُ اليوم هو (امتدادٌ) للمسلسلات الرمضانية التي شاهدها الجماهير العام الماضي بل هي رؤية أخرى لبعض المشاهد التي (مرَّ) بعضها مرور الكرام. عدا ذلك أن سقف (الحرية) في مسلسلات هذا الرمضان قد ارتفع قليلاً ليُلامس (شيئاً من المسكوت عنه). ولم يلفت أيَّ مسلسلٍ هذا العام انتباه المشاهدين بل إنها تمرّ عليهم وكأنَّ شيئاً لم يذكر على الرغم من تلك الإمكانات التي توفرت لفريق العمل سواء كانت مادية أو بشرية أو تقنية وصُرِفَ عليها مبالغ لم تكن تتوفر لهم من قبل بل لم يكونوا يحلمون بها. والمشاهد اليوم بات في حيرةٍ من أمره أيّ المسلسلات يُشاهد بل وجعلته (مُشتَّت) الانتباه فهو (المشاهد) يخرجُ من مسلسلٍ مؤلم بتفاصيل معينة إلى مسلسل أكثر إيلاماً في تفاصيل أُخرى ثم ينتقل ليضحك على (سخافة) مسلسل قالوا عنه إنه (كوميدي) ليصطدم بمسلسلٍ تاريخي (شُوِّهَتْ) حقائقه. ولم ينتهِ الأمر عند ذلك فالريموت كنترول ما زال مشواره طويلاً حتى يستقرَ عند مسلسلٍ يحكي عن (الإرهاب) ما ان يلبث ليحط رحاله عند مسلسلٍ لم تُعرف قصته ولا هويته. عشرات المسلسلات بين سوري ومصري وخليجي (غَزَتْ) عالمَ الفضاء في شهر رمضان المبارك وكأننا في سباقٍ مع الزمن لنشر الغسيلِ (دفعة واحدة). أعودُ لأتحدث عن المسلسلات التأريخية فهي لم تعد تُعجبني ولم تعد تسترعي انتباه المشاهدين وربما لمستُ من المتابعين بحثهم عن المسلسلات التي تحكي واقعهم بكلِّ (شفافية) أما التأريخية فقد شبعوا منها وهي تتكرر على (عيونهم) كل رمضان على الرغم من اعتقاد المنتجين وملاك الفضائيات بأهميتها وملائمة وقت عرضها. إننا اليوم أمام (غُثاء) ورامي لن ينجح في اختباره (القاسي) إلا مسلسلاتٍ تُعُدُّ على أصابع اليد الواحدة والباقي سيقفلُ عائداً إلى مكانه الطبيعي وهو مكتبة الأرشيف على أمل العودة مجدداً في رمضان المقبل.
Fm248@hotmail.com |
|
|
| |
|