| |
الاحتراب الفلسطيني
|
|
تتجه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية نحو الاحتراب الداخلي، فمع تواصل تدهور الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في الأراضي المحتلة، تدفع الخطب الحماسية والتصريحات الملتهبة لقادة حركتي حماس وفتح لتدفع الأوضاع بشدة نحو الاحتراب الداخلي، فالذي تابع خطاب السيد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية، وردود السيد أحمد عزام رئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني، يرى تصلباً في المواقف وتهديدات مبطنة في الاحتكام إلى السلاح بدلاً من الانخراط بحوار يجنب الشعب الفلسطيني مأساة قادمة تضاف إلى المآسي الكثيرة التي تحاصر الفلسطينيين. وبدأ الفلسطينيون الذين باتوا يائسين من توصل المتنازعين على السلطة في فلسطين يطالبون من بيدهم الأمر سواء رئيس السلطة الفلسطينية، أو منظمة التحرير الفلسطينية أو المجلس التشريعي، أو الحكماء الفلسطينيين أن يتسارع العمل على بلورة حكومة وطنية مستقلة من الموثوقين والمجربين تكون مسؤولة أمام المجلس التشريعي الفلسطيني مرجعيتها مصلحة الشعب الفلسطيني والابتعاد عن خدمة المصالح الحزبية وعدم الانصياع للمشروعات التي تسعى لتفكيك المشروع الوطني. ويأمل المواطنون الفلسطينيون أن يبادر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إلى القيام بمسؤولياته وواجباته الدستورية ويسارع في تشكيل الحكومة الوطنية بصياغة تفاهم حقيقي بين حركتي حماس وفتح وباقي الفصائل الفلسطينية مبنية على الوفاء بمتطلبات المشروع الوطني الفلسطيني. وإلى جانب مسؤولية رئيس السلطة الوطنية يجب العمل وبتركيز على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتوسيعها وإعادة التأكيد بالتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وإعادة القضية إلى العمق العربي والإصرار على استقلالية القرار الفلسطيني وعدم الانجرار خلف المشروعات الإقليمية التي تريد توظيف الورقة الفلسطينية لتخفيف الضغوط الدولية عنها. العودة للنقاء الفلسطيني، والبحث عن المصلحة الوطنية الفلسطينية والتجاوب مع كل من يعمل بصدق لصالح الشعب الفلسطيني الذي يكفيه محاصرة الاحتلال والفهم الدولي الخاطئ، ولا يحتمل أي خلاف داخلي فضلاً عن احتراب يريق الدم الفلسطيني الذي يكفيه نزيفاً متواصلاً.
|
|
|
| |
|