| |
بعد تحويل (أبو شلاخ) من رواية إلى مسلسل القناة الأولى في المسار الصحيح..والباب مفتوح على مصراعيه
|
|
* كتب - علي العبدالله: حسناً فعلت القناة الأولى بتحويلها العمل الروائي (أبو شلاخ البرمائي) إلى مسلسل كوميدي يعرض في الفترة الذهبية التي تستقطب أكبر نسبة من المشاهدين من مختلف الشرائح والفئات العمرية، مع الأخذ بعين الاعتبار المنافسة (الشرسة) من قبل القنوات الفضائية الأخرى على كسب رضا المشاهد، وتحديداً الجمهور السعودي (المطلب الأول) من معظم هذه القنوات أو حتى منتجي الأعمال الدرامية والبرامج. المعادلة الصعبة (الآلية) التي يتم من خلالها تحويل عمل روائي إلى درامي تحتاج إلى دراسة (مستفيضة) وقدرة على نقل ما فيها من محتوى إلى لغة درامية دون المساس في فكر الروائي ومع مراعاة الجوانب الفنية وعلى رأسها الحبكة الدرامية والسيناريو والحوار، وهذه الأمور التي تبدو نسبياً (معقدة) عندما تجد فريق العمل الذي يمتلك الخبرة المناسبة يستطيع وباقتدار تحقيق هذه المعادلة الصعبة. غازي القصيبي في الأسطر السابقة تحدثنا عن تحويل الرواية إلى عمل درامي، ولكن عندما تكون هذه الرواية ليست عادية ومن كتبها (فيلسوف) يشار إليه بالبنان، قطعا تحتاج إلى مجهود أكبر وأصعب لما تحتويه من بعد فلسفي (ودهاليز) فكرية اختار لها الكاتب د.غازي القصيبي أن تبحر في أعماق شخصية المواطن العربي، وتقدمها بطريقة روائية ساخرة أحيانا تجعلنا نبكي على واقع مؤلم، ومثمرة، أحيانا أخرى تجعلنا نشفق على شخصية (أبو شلاخ) ونقدم له الأعذار والمبررات على التجاوزات المبالغ فيها بكذبة اللامعقول واللامنطقي في معظم الأحوالوما يحسب لمن قاموا بتحويل الرواية إلى عمل فني أنهم استطاعوا تبسيط أفكار (نخبوية) فيها من الفلسفة الشيء الكثير إلى (لغة) درامية كوميدية سهلة لتصل بمستواها إلى كافة شرائح المجتمع، وهنا أكرر مرة أخرى أن هذه المعادلة لا يجيدها إلا خبراء في علم الدراما والكوميديا. فايز المالكي ما يميز مسلسل (أبو شلاخ البرمائي) أن الرواية كتبها عملاق له قدرته البارعة على تقديم رواية متميزة، وبالتالي الاعتماد على هذه الرواية، بحد ذاته يعتبر اختياراً موفقاً، ويبقى النص الآخر لاكمال هذا النجاح الا وهو اختيار الفنان المناسب في المكان المناسب، وهذا ما استطاع أن ينجح به وبتفوق الفنان فايز المالكي.ولم يكتف فايز بتقمص الشخصية ويقف عند هذا الحد لأن شخصية كهذه تحتاج الى ما هو أكبر وأبعد من التقمص فقط لذلك استطاع وبخبرته الفنية أن يتشربها تماما ويعيش في همومها، ويعطيها كافة أبعادها الفلسفية والكوميدية، وهذا ليس بالأمر السهل، وحقيقة كنت أخشى على فايز أن يقع في (ورطة) عندما يتعامل مع هذه الشخصية كأي عمل كوميدي آخر ولكن وللأمانة تعامله كان في مستوى العمل وأستطيع القول إنه نجح في امتحان صعب لا يستطيع تجاوزه أي فنان آخر. مسار درامي جديد هذا الامر الايجابي الذي يشكر فيه القائمون على القناة الأولى يقودنا لطرح تساؤل مهم: هل سيفتح الباب لتحويل أعمال روائية سعودية أخرى الى دراما؟ لأن هناك العديد من الأعمال الروائية الرائعة التي حققت شهرة وانتشارا كبيرين على مستوى الوطن العربي مما يجعلنا نتفاءل بمسار جديد للدراما المحلية، ولا أعني أن يتم تحويل أي عمل روائي لأن بعض هذه الأعمال لم تحقق النجاح المطلوب، ولكن ما أعنيه تحديداً هي تلك الأعمال الروائية التي ازداد الطلب عليها مؤخراً، ولا أريد أن أذكر أو أحدد أسماء معينة، ولكن سأكتفي بطرح التساؤل، وفي المقابل نحث بعض مؤسسات الانتاج الفني على (تبني) هذه الفكرة الايجابية التي سيكون لها مردودها الجيد على المناخ الدرامي السعودي.
|
|
|
| |
|