يسعدني ويشرفني أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل ولنفسي أسمى التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة اليوم الوطني الذي تزامن مع حلول شهر الخير والبركات فأصبحت الفرحة فرحتين، فابتهجت النفوس وسرت القلوب وعمت الفرحة أرجاء البلاد بالمناسبتين الغاليتين على قلوبنا جميعاً، فلله الحمد والمنة على النعمة العظيمة التي حبانا بها جل وعلا.
عندما نتحدث عن اليوم الوطني فإنما نتحدث عن تاريخ مشرف حافل بالكفاح والعطاء، تاريخ يشهد توحيد البلاد ولمّ شمل أهلها وتشكيل كيان شامخ بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بجهود موحد هذا الكيان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، ذلك القائد الفذ الذي أسس هذا الوطن وأرسى قواعده المتينة ورفع راية التوحيد الخفاقة المتخذة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نبراساً ومنهاجاً لها، فجزاه الله عن أمته وشعبه خير ما يُجزى به عبد مؤمن.
إن ما قام به هذا القائد الفذ - رحمه الله - من المتعذر حصره؛ فمآثره - رحمه الله - لا حصر لها، فمنذ توحيد البلاد واستتباب الأمن فيها بدأ في بناء دولة حديثة ورسم خطة محنكة للقضاء على الثالوث المتفشي في البلاد: (الجهل والفقر والمرض)، وبفضل من الله ثم بجهود البطل المحنك - رحمه الله - تحقق ما كان يصبو إليه؛ فقد نشر التعليم في البدايات عن طريق الكتاتيب، ثم تحول بعد ذلك إلى تعليم نظامي؛ حيث افتتحت المدارس الحكومية في كل مدينة وقرية وهجرة، وفي عهده - رحمه الله - أنشئت وزارة المعارف، فكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - أول من تولّى الوزارة وقاد السفينة باقتدار وأصبحت المملكة تضاهي الدول المتقدمة في هذا المجال، ولعل ما يدلل على ذلك الميزانية الضخمة المخصصة للتعليم من ضمن بنود ميزانية الدولة إدراكاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - بأهمية التعليم؛ فقد قال حفظه الله: (نحن حريصون على رعاية العلم وتطويره بما يتواءم ومتطلبات العصر والتقدم)، وما يقال عن التعليم يُقال عن القطاعات الأخرى.