بداية أدعو الله أن يثبتنا جميعاً وأن يجبرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيراً منها. نعم مصيبتنا ومصيبة كل من تشرف بمعرفة فقيدنا وفقيد أسرة آل شديد، ذلك الرجل الذي عرف منذ نشأته وأصله الطيب بتواضعه وحبه للناس وأولها ببره بوالديه.. ثانيها خدمته لوطنه بحكم عمله في قوات الأمن الخاصة لمدة تزيد عن عشر سنوات حتى حصوله على رتبة رائد. فقد لازم فقيدنا الغالي والده طيلة فترة مرضه وتعب وسهر لراحته وكأنه يرد له جميل تربيته له. وعندما فرح فقيدنا بشفاء والده الشيخ عبدالعزيز الشديد لم تسعه فرحته فهم مسرعاً بدعوة أحباب والده وأهلهم ومعارفهم على وليمة على شرف والده لتماثله بالشفاء وتمت دعوتهم في مزرعتهم الكائنة في (الحسي) المكان الذي كانت أسرته ترتاده في مناسباتهم العائلية، وقد استعد لتجهيز العشاء منذ وقت مبكر كي يظهر العشاء بأحسن وأتم صورة. فاكتمل العدد والتم الأحباب وسعدوا بتشافي أبوتركي وذهب كل منهم متشكراً ومتحمداً لأبي تركي بسلامته ورجوعه لأهله أطال الله في عمره. وكان من ضمن المدعوين والدي وأخوتي فقد كان فقيدنا يتحرى وصولهم وقد اتصل بهاتفه على والدي وجدي وأزواج خالاتي كل بحده كي يتأكد أن كلاً منهم وصل لداره ويحمدهم بالسلامة. ثم استأذن من أهله قائلاً إنه وعد أصدقاء له بأنه سوف يطعمهم من العشاء الذي أقامه لوالده فذهب لهم وهو لم ينم تلك الليلة فوصل لهم وجلسوا سوياً وتناولوا العشاء ومن ثم ودعهم ورجع من حيث أتى كي ينام وذهب للمزرعة وأثناء رجوعه وقع حادث أليم أفقدنا تركي. فقدناه ونحن ندعو له بالرحمة والمغفرة.. اللهم اغفر لتركي بن عبدالعزيز وارفع درجته في المهديين وأخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه.. اللهم اغفر له اللهم ثبته.. اللهم آمين.
فارقنا صبيحة الجمعة 22-8-1427هـ مرضياً عنه إن شاء الله كيف لا؟! وهو قبل وفاته بساعات كان ساهراً ساعياً لوليمة على شرف والده تحمداً له بسلامته وقد كان فيها جامعاً لأحبابه. وهذه رحمة له من الله أن التقى بمن يحب ويودعهم ليرحل عن هذه الدنيا الفانية.
نرجو من الله جلت قدرته أن يلهم كل ذويه وعلى رأسهم شيخنا والده عبدالعزيز ووالدته التي كانت أشد الفاقدين وإخوانه وأخواته.
وأبعث بأحر وأصدق تعازيَّ إلى خالتي الغالية الحبيبة خالتي أم عبدالعزيز زوجة الفقيد التي فارقها زوجها ووالد أبنائها الأربعة.
شادن وعبدالعزيز وفهد وسعود. تلك الأزهار المتفتحة التي أسأل الله العظيم أن يعوضهم خيراً بوالدتهم أطال الله في عمرها وأن يجبرهم في مصيبتهم آمين.. وأهدي هذه الأبيات إلى روح زوج خالتي فقيدنا الرائد: تركي بن عبدالعزيز الشديد: