اليوم وعبر مدارات شعبية يتجدد اللقاء مع أحد شعراء هذا الوطن المعطاء؛ وشاعرنا اليوم هو الشاعر راشد بن محمد المشعان الجعفري الشمري رحمه الله.
ولد في محافظة بقعاء عام 1342هـ، وتربى في كنف والديه، ودرس في الكتاتيب على يد الشيخ حامد سليمان المزيني رحمه الله.
قال الشعر في سن مبكرة واشتهر بالرجولة والكرم وكان محب للدين وأهله. وقد توفي رحمه الله شهر رجب 1423هـ.
راشد بن محمد المشعان شاعر سطر أروع الأبيات من خلال ما مر عليه من تجارب مريرة في غربته. وله ديوان شعري من إعداد ابنه الشيخ خالد.
ومن أبياته التي اشتهرت قصيدته عندما كان في بغداد ومنها:
يا الله يا راحم حوال المساكين |
يا مبدله من عقب شينه بزينه |
الله من قلب غدا الفين والفين |
قلب الخطا كثرة عليه الشواطين |
يبرم كما تبرم سلوك المكينه |
وان جاه ليل صرف الليل ليلين |
وان جا نهار زاد هم وغبينه |
إلى أن قال:
ولا هو طرب فرقى الأهل والمحبين |
لا شك تدبير الولي قابلينه |
دنياك لا بده من الشين والزين |
ومما قال في غربته عندما سمع صوت القطار وتمنى ركوبه:
يمشي بتدبيري وانا آمره وانهاه |
يم الصفاة اللي علومه تشيعي |
دار الصخا والمرجله والمرواه |
اهل الكرم والجود ريف المجيعي |
ريف الضعيف ليا تلاجا نه او جاه |
هل المروه والمقام الرفيعي |
سلم على سكانها اقصاه وادناه |
تضرب على قاسي سفاته وصبخاه |
ومما قاله شاعرنا في مدح الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير:
علم الشرف يذكر من الناس ذكران |
يبقى لمن سواه مثل الرصيدي |
خذا مشاهير الفخر نسل شقران |
ريف الضعوف وكسر باس الضديدي |
ليت البنيخي كلهم مثل سلطان |
ومن أبياته رحمه الله قوله:
يا للي تقصون الأثر من عناكم |
قص الأثر ما ينفع اللي يشوفه |
ما ينفع إلا كان جيتي وجاكم |
والطير ما يصلح بليا علوفه |
إلى أن قال:
تمي على رايك وانا القى حذاكم |
ولاني على طرد المقفي حسوفه |
ومما قاله رد على برغش العلي:
يا ابن علي كان انت تنشد عن الطير |
قبلك كثير الناس ذاقوا لقوعه |
كم واحد حسر به الطير تحسير |
شيهانتك تعرف وصوفه مشاهير |
يطرب لها الصقار لا شاف نوعه |
وحنا بعثنا في طلبها مداوير |
وقال أيضاً:
يا الله يا خالق رفاع وطمانه |
يا خالق من صلصل الطين الانسان |
منجي سفينة نوح وقت غرقانه |
ومهلك هل الباطل بابابيل طيران |
برحمته هو صاحب العفو واحسان |
رحم الله شاعرنا وغفر له ولجميع المسلمين..
وإلى اللقاء في الأسبوع القادم مع رمز من رموز الشعر الذين قالوا وفعلوا وعاشوا حياتهم وهم يرددون الشعر.
بدر محمد فهد العتيبي - بقعاء
|