| |
مساعد مدير الشؤون الصحية بجدة د. العصيمي لـ «الجزيرة »: حمى الضنك خطيرة وتهديداتها تصل للفرد والمجتمع
|
|
* جدة - خميس السعدي: تصوير - خالد الصبياني حمى الضنك هي جزء من منظومة فيروسية تسمى الحمى النزفية الفيروسية viral hemorrhagic fever وهي مجموعة أمراض تشترك فيما بينها بأعراض وعلامات مشتركة مثل (الحمى والتعب وفقدان الشهية والإعياء). وفي الحالات الشديدة قد يصاب المريض بالنزف الظاهر أو الباطن، وقد يتعرض الطفل للتشنجات أو قد يدخل في غيبوبة تفضي به إلى الوفاة. وقد ظهر هذا المرض في أفريقيا في عام 1800م فيما كان اكبر أجمالي لعدد الحالات المؤكدة والتي بلغت1230 حالة منها خمس حالات وفيات في شهر يوليو الماضي... كان ل(الجزيرة) هذا الحوار مع مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمحافظة جدة للرعاية الصحية الأولية الدكتور معتوق بن محمد العصيمي للكشف عن حقائق هذا المرض ومدى تفشيه والبرامج التي تم اتخاذها من وزارة الصحة للقضاء على هذا البعوض أو أماكن توالده.. حيث تحدث د. العصيمي في البداية عن المرض قائلاً: يعتبر مرض حمى الضنك من الأمراض المعدية المنبعثة والمستجدة والتي ظهرت أولاً في أفريقيا سنة 1800م ثم انتشر ووصل إلى أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط. وأصبحت هذه الحمى الآن مستوطنة في اكثر من مائة دولة في العالم والناقل لهذا المرض هو بعوض الايدس ايجبتاي والذي ينقل أيضا مرض الحمى الصفراء. * كم عدد الحالات المسجلة سنوياً وكم معدل الوفيات بين هذه الحالات؟ - تصل عدد الحالات المبلغ عنها سنوياً من خمسين إلى مائة مليون حالة على مستوى العالم منها 200.000 إلى 500.000 حالة حمى ضنك نزفية والتي يكون فيها معدل الوفيات لغير المتلقين لعناية طبية 40-50% أما بالرعاية الطبية فيكون معدل الوفيات 1-2%. * ما مدى خطورة حمى الضنك على الفرد والمجتمع؟ - مرض حمى الضنك خطير ويهدد الفرد والمجتمع صحياً واقتصادياً وذلك لعدم توفر علاج فعال ولا تطعيم أو مصل واقٍ ضد الفيروس المسبب للمرض ولأنه يصيب جميع الأعمار من جميع فئات وطبقات المجتمع لا سيما الفئة العمرية من سن 10 إلى 40 سنة والتي تعتبر سنوات الإنتاج ولصعوبة تشخيصه حيث تتشابه أعراضه مع كثير من الحميات ولأن الإصابة بالمرض لا تعطي مناعة لكل الأنماط الأربعة وإنما للنمط المسبب ولأن الإصابات الثانوية أيضا تزيد من وطأة الإصابة وغالباً تكون نزفية وقاتلة. * هل هناك مناطق نستطيع أن نطلق عليها إنها بؤرة لحمى الضنك أو بمعنى أنها مناطق موبوءة بالمرض؟ - نعم فأكثر الأحياء التي ينتشر فيها هذا المرض هي المنطقة الجنوبية من محافظة جدة وبالذات منطقة البلد وخزام وحي المصفاة وأحياء شرق الخط السريع. * متى اكتشفت أول حالة في جدة مع عرض نبذه موجزة عن عدد الحالات ونسب الارتفاع والانخفاض التي سجلتها أثناء مكافحة المرض؟ - أول حالة اكتشفت في محافظة جدة كانت في أكتوبر عام 1993م أما عدد الحالات التي سجلت في منظمة الصحة العالمية فكانت 294 حالة في عام 1994م وبفعل المكافحة القوية من جهات متعددة شملت كلاً من وزارة الصحة وأمانة محافظة جدة ووزارة الزراعة انخفضت الحالات إلى أقل من عشر حالات عام 1995م وظل العدد في انخفاض في السنوات التالية وفي بعضها لم تسجل أي حالة وعاود المرض في الظهور عام 2001م ثم عام 2003م وعام 2004م بعدد 249 حالة وحالتي وفاة وارتفع العدد في عام 2005م إلى 305 حالة. * ما هي آخر الإحصائيات لهذا العام 2006م؟ - في السنة الحالية من بداية شهر يناير وحتى منتصف شهر يوليو بلغ أجمالي عدد الحالات المؤكدة 1230 حالة منها خمس حالات وفيات وبلغ أقصى عدد الحالات المبلغة يومياً إلى أربعين حالة في شهر مايو ثم انخفض العدد في 15-7-2006م وأصبح العدد الإجمالي حالتين فقط. * هناك برنامج معد لمكافحة بعوض الضنك فما هي الآلية المتبعة فيها وعلى أي أساس تم اعتماده؟ - نعم هناك برنامج لمكافحة بعوض الضنك في محافظة جدة يقوم أساساً على المراقبة الوبائية للمرض عبر برنامج الحميات النزفية في الشئون الوقائية وعمل الإجراءات الوقائية والاستكشاف الحشري بواسطة مركز نواقل المرض ويتم التعاون مع أمانة جدة لعمل الرش الضبابي والرذاذي بشكل روتيني لأحياء جدة مع الرش المكثف لبعض المواقع حسب نتائج الاستكشاف الحشري، وان من المراجعات للدراسات التي نفذت في دول موبوءة مثل سنغافورة وماليزيا والفلبين وبإشراف منظمة الصحة العالمية وجد أن التحكم بالناقل بقتل ورش البعوض محدود الأثر على مرض حمى الضنك وأن افضل طريقة لخفض كثافة البعوض وانتقال المرض تكون بإزالة مواطن التوالد وتسرع من التعامل مع الحالات قبل دخولها في مضاعفات خطيرة. * ما هو هدف هذا البرنامج ومتى بدأتم في تطبيقه؟ - الهدف من هذا البرنامج هو إزالة مرض حمى الضنك بكسر حلقة العدوى عبر التوعية الصحية وللرفع من مستوى معلومات ومواقف وسلوكيات الناس تجاه حمى الضنك وإشراك المجتمع والجهات ذات العلاقة في مكافحة المرض وخفض أماكن توالد بعوض الايدس ايجبتاي وقد بدأ التنفيذ الفعلي لهذا البرنامج يوم السبت الموافق 9-4-1427هـ. * ألا تجدون صعوبة في حملتكم وزيارتكم للمنازل نظراً لكبر المساحة الجغرافية لمحافظة جدة؟ - نظراً لعدد المساكن الكبير في مدينة جدة وصعوبة الوصول إلى بعضها وعدم تعود الناس على مثل هذه الحملات ولضمان جودة وفعالية تنفيذ البرنامج كان لابد من اختيار المشاركين من العناصر التي يتوافر فيها الإخلاص والتجرد والتفاني وحب العمل من أبناء هذا البلد المعطاء وكان لابد من تأهيل هؤلاء المشاركين من خلال برنامج تدريبي نظري وعملي قبل مباشرتهم للعمل. * كم عدد المشاركين في هذا البرنامج وكيف تم تدريبهم؟ - بلغ إجمالي عدد المشاركين أربعمائة مشارك تم تدريبهم من خلال 11 دورة تدريبية ومدة كل دورة يومان وفي بداية البرنامج تم اختيار خمسة مشرفين يمتازون بالكفاءة الإدارية من حيث التحفيز والمتابعة ومعالجة اوجه القصور وتم تدريبهم أيضاً للإشراف ميدانياً على المشاركين وحالياً زاد عدد هؤلاء المشرفين إلى ثمانية أشخاص بحيث يشرف كل منهم على خمسين مشاركاً، حيث أن مهام المشرف الأساسية هي إمداد الفرق بالمشروبات والحقائب التوعوية وقد تم توفير سيارات خاصة للمشرفين لاستيعاب هذه المهمة كما تم توفير باصات كبيرة لنقل المشاركين. * هل اكتفى البرنامج بعمل المشاركين أم كان لكم خطط أخرى اتبعت لإكمال العملية وإنجاح البرنامج؟ - لا لم نكتفِ بالمشاركين فقط بل قمنا باستخدام المراكز الصحية في الأحياء كنقاط للانطلاق مع الاستعانة بخطة حملة شلل الأطفال المبنية على تقسيم الأحياء إلى مربعات سكنية كي يسهل مسحها مربعاً تلو الآخر. * كيف كان لسكان الأحياء أن يتعرفوا على هذه الفرق المشاركة؟ - لقد تم تخصيص زي خاص للمثقفين الصحيين يبرز شعار البرنامج ويميزه مع إلزامهم بارتداء هذا الزي أثناء تأديتهم لمهامهم المناطة إليهم. * كم عدد المنازل التي تم زيارتها وفق خطة البرنامج؟ - بلغ إجمالي عدد المنازل التي تم زيارتها منذ بداية البرنامج حتى نهاية دوام يوم الاثنين 21-6- 1427هـ مائة ألف منزل في أثنى عشر حي من أحياء المحافظة إذ ينتقل المثقف الصحي إلى المنزل المجاور ويكرر خطوات البرنامج بحيث يزور يومياً 15 - 20 منزلاً.
|
|
|
| |
|