Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/10/2006G Issue 12425تحقيقاتالخميس 13 رمضان 1427 هـ  05 أكتوبر2006 م   العدد  12425
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دراسات

دوليات

متابعة

منوعـات

نادى السيارات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تضاف إلى مخاطر السقيا بمياه الصرف
ممارسات خطرة لاستخدامات المبيدات الحشرية بالمزارع

* الطائف - تحقيق - محمد خلف الفعر:
قصة رواها أحد كبار السن من المزارعين يقول: مررت بمزرعة فإذا بعمالتها يرشون المبيدات على الثمار فلم أستغرب، اعتبرته حرصاً منهم ولكن تفاجأت بعد يومين فإذا هم يجنون الثمار نفسها فلم أستطع التوقف عند هذا، بل ذهبت للمزرعة وعلى حد علمي أن المبيد له فترة تحريم وخشيت ألا أكون على صواب ولكن اتضح أن له فترة تحريم لا تقل عن عشرين يوماً. وعندما سألت العامل لم يكن الموضوع يعنيه وأجابني بكل بساطة: (ما في مشكلة عمي).
ونحن نقول نعم ليست مشكلة. بل مشاكل. الأمر صعب والحال أكثر خطورة، فالثمن هنا صحة الإنسان والسموم تدخل أجسامنا ونحن لا نعلم أصبح الخطر حولنا فهذه المبيدات سبب في أمراض نحن لا نعلمها أمراض الدم وأمراض الكبد والأمر لا يتوقف عند المبيدات بل حتى مياه الصرف الصحي التي أصبحت تغذي أجسامنا وتعيش عليها مزارعنا وهي الثروة التي امتلكناها لنعمر أرضنا وندعم اقتصادنا هي مصدر رزق لمزارع ومصدر غذائي لمواطن يجب أن نرعاها ولا نتركها في أيدي لا تقدرها ولا تقدر معنى الأمانة والإنسانية.
وقفة المسؤولين
وحول هذا الموضوع استضفنا أحد شباب سوق الخضار بالطائف وهو نواف فالح العوفي بشأن هذه القضية فقال: تعتبر خبرتي قليلة في السوق ولكنني تعلمت الكثير خلالها وبخاصة أني من أبناء المزارعين والتجار في هذا السوق والقضية تستحق وقفة من المسؤولين عن هذا السوق الذي يغذي كل بيت في المحافظة، فمعظم القائمين على المزارع من العمالة الوافدة وفي معظم الأحيان يستعينون بعمالة مخالفة لأنظمة الإقامة وهولاء لا يمكن السيطرة عليهم علي أي حال ولا تستطيع أيضاً توعيتهم حيث أنهم يحرصون على الخروج بأكبر ربح مادي. واتباع التعليمات الموجودة على المبيدات قد يخسرهم الكثير من الثمار وبخاصة أن بعضها تصل مدة تحريمها لثلاثة أسابيع وهم يعتبرون هذا الوقت كثيراً ويكتفون بيوم أو يومين غير مبالين بما تسببه هذه المبيدات من خطورة على صحة أبناء هذا البلد صحيح أنا لست بطبيب حتى أحدد ما تسببه هذه المبيدات من خطورة ولكن أجزم أن تأثيرها ليس بقليل فأنا أسمع أنها تسبب أمراض الكبد وأمراض الدم ومع هذا نجد أصحاب المزارع لا يبالون بهذه القضية وهم أول من يجب أن يحاسب فصاحب المزرعة يكتفي بمبلغ شهري أو سنوي من عامل ويترك له الحبل على الغارب ونعم كيف تطالب مقيماً من بلد أجنبي أن يكون حريصاً على اتباع الأنظمة ونحن أول من يخالفها، نحن نعرف المزارعين ونعرف ثمارهم ولكننا لا نستطيع أن نجزم بسلامتها خصوصاً في ظل انعدام المياه من بعض الآبار مما أجبرهم على أن يسقوا بالوايت وقد لا يعلم مصدره الذي قد يكون غير صالح للري وبصراحة أعتقد أن هذه القضية لا تغيب عن المسؤولين في المحافظة وخارجها خصوصاً أنها تتعلق بصحة الجميع والغريب أننا فعلاً لم يحصل أن سمعنا أن هناك إنزال عقاب على أحد المزارعين لاستخدامه مياهاً غير صالحة للري أو عدم التقيد بتعليمات المبيدات الحشرية.
وعن هذه القضية يضيف عدنان علي العتيبي قائلاً: المبيدات تشكل خطراً ونحن نعلم ذلك جيداً ولكن كيف للدّلال أو التاجر أن يميز ذلك ولكننا نبحث عن الثقة بقدر المستطاع ويصعب تمييز الثمر الذي تم رشه بمبيدات حشرية بمجرد انعدام الرائحة. وأنا أطالب من خلالكم بأن توقع أشد العقوبات على من يخالف ذلك فهذه حياة إنسان والتلاعب بها يعتبر إجراماً وأشدد أن يكون العقاب على المزارع وصاحب المزرعة إن كان يعلم أو لا يعلم أما عن كبار السن القائمين على مزارعهم بأنفسهم أتصور أنهم أصحاب أمانة لمسناها من خلال تعاملنا معهم منذ زمن ولكن هذا لا يعني أن نتركهم بل يجب توعيتهم حتى يدركوا أن القضية جد خطيرة ولا يمكن التهاون بها وبخاصة أن هناك مزارعين كبار في السن ولم يتعلموا القراءة والكتابة وقد يشتري من أحد المهندسين ويغيب عليه أن يحذره اعتقاداً منه أن المزارع يعلم ذلك والأمر لا يتوقف عند المبيدات بل هناك خطورة قائمة وكل من في السوق يعلمها وهي مزارع وادي العرج فهي تسقى بمياه الصرف الصحي وما يزيد من الخطورة أن هذه المزارع تبيع خارج السوق فهي تبيع عند المساجد والمراكز التجارية وتبيع على المطاعم والفنادق والمحلات وإني أستغرب عدم تدخل إحدى الجهات المختصة في هذا الموضوع مع أن الضحية تكون صحتهم وصحة أولادهم والحل من وجهة نظري أن تفرض رقابة صارمة على جميع المزارعين في المنطقة دون استثناء وعند قيام أي مزارع بمخالفة الأنظمة والتعليمات فإنه يعاقب وأما فيما يخص مزارع وادي العرج فأرى أن تباد جميعها لوجودها بالقرب من مياه الصرف الصحي كما تفرض رقابة على السوق ويؤخذ عينات من بضائع المزارعين وتحلل وفي حالة التأكد من أنه لم يمنح المدة المحدد للمبيد فإنه يعاقب وأتمنى فعلاً أن تجد هذه القضية تفاعلاً من المسؤولين لأن الخسارة هي إنسان في هذا الوطن الغالي وأرى لو درست هذه القضية من الغيورين على البلد فسيكون هناك حلول أفضل من حلي فأنا أعمل في هذا المجال ولكن هناك من هم أكثر مني خبرة من أطباء ومهندسين مختصين في هذا المجال وهم على قدر عال من الأمانة والحرص على الصحة العامة.
مزارع وادي العرج
وعن هذه القضية يحدثنا العم صلاح بن عبدالله القرشي فيقول عن مزارع وادي العرج: ساقتني الصدفة في أحد الأيام ومررت بمزارع وادي العرج وعندما وقفت شاهدت منظراً لم تقبله نفسي وهو أن مزارع تسقى بمياه غير صالحة للري فقد رأيت المياه يغلب عليه السواد تسيل على الأرض وتصدر عنها رائحة كريهة جداً وبها بعض الشوائب التي علقت بها من مياه الصرف الصحي وقد استغل بعضهم هذه المياه التي تسيل على الأرض بإنشاء حفر ووضعها كمستنقعات صغيرة لعملها كخزان ماء يسقون بها المزارع وتتغذى هذه الثمار على هذه المياه الملوثة وأضرارها لا يختلف عليها اثنان فهي داء أساسي للكبد وأمراض الدم، وحرصي على أبنائنا جعلني أحمل على عاتقي رفعه للجهات المسؤولة خصوصاً أني رجل أعرف مزارع الطائف ومزارعيها ولكن تغير الأمر بمجرد تسليم المزارع لعمالة وافدة همها الوصول للربح، كما أن العمالة السائبة تجد لها مجالاً كبيراً في هذه المزارع وكما تعلمون أن المخالفين لأنظمة الإقامة لا يخضعون للفحص الطبي ولا نضمن سلامتهم من الأمراض المعدية ونعلم أننا قد نأكل من أيدهم دون علمهم فهم من يقومون بتموين المطاعم والكفتيريات والمحلات التجارية ولا يبيعون في سوق الخضار لكسادها هناك كما أنهم يبيعون بأسعار زهيدة مما يجعل لها زبائن منهم من يعلم بخطرها ومنهم من لا يعلم وقد بذلت قصارى جهدي وتقدمت بشكوى لمقام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة الذي عرفت خلال تقدمي للشكوى أن جميع المزارع المماثلة لها في مكة قد أبيدت بالكامل وتم إحالة الشكوى لمحافظ الطائف الذي وجه بتشكيل لجنة من الزراعة والبلدية الصحة الذين يعلمون كل العلم خطر هذه المزارع على أبناء المحافظة ولكن ما حيرني أن أجد هذه اللجنة تعاملني كخصم لأصحاب هذه المزارع وأنا مجرد حريص على الصحة العامة وأخيراً أستغرب أن تثبت هذه اللجنة سلامة المياه رغم أن مصدرها الصرف الصحي وأكبر إثبات على كلامي هو تدني أسعار هذه المنتجات مقارنة بسعر السوق وفي الحقيقة أنا لست بخصم لأحد وأطالب بإزالة هذه المزارع التي تعتبر مصدر أمراض وبائية وفتاكة بصحة الإنسان وبخاصة أننا في بلد يحكم بشرع الله ويعاقب كل من سعى في التخريب وتحت قيادة رشيدة تعطي المواطن اهتماماً كبيراً من خلال إقامة المستشفيات والمدارس والمشاريع الكبيرة ولكن نجد من لا يحرص على صحة هذا المواطن وأطالب المسؤولين بالوقوف على هذه المزارع ودراسة خطرها من قبل أطباء ومختصين بتشكيل لجنة لا تنظر له كنزاع بين خصمين.
رأي في المبيدات
وعن هذا الموضوع أخذنا رأي أحد المهندسين الزراعيين الذي قال: المبيدات تنقسم إلى قسمين: حشرية وفطرية مثل الديدان الثعبانية التي تكون داخل التربة ومكافحة كل مرض تتوقف على نوع الإصابة والفيروس زيادة مبيد حشري داخل الثمار يتم تخزين هذه المواد السامة داخل كبد الإنسان وبالتالي يقلل مناعة الجسم ويصبح عرضه لأمراض الكبد وأمراض انخفاض المناعة وأمراض فيروسات الدم (أورام الدم) التي تؤثر تأثيراً مباشراً على الكبد والطحال والكليتين وهذا فيما يتعلق بصحة الإنسان. ويضيف المهندس: إننا لو نظرنا لهذه القضية من ناحية اقتصادية بحتة فإن هذه الأمراض التي تسببها المبيدات تشكل عبئاً مباشراً على إنتاج الإنسان وعلى البلد وعلى التاجر.
ونعود للمبيدات وهي أولاً: المبيدات الحشرية منها ما هو فترة تحريمه من جني الثمار لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع والأمانة تحتم علينا تنبيه المزارعين بضرورة التقيد بهذه المدة المحددة واستخدام المبيد المناسب في الفترة العمرية المناسبة مثل أن لا يتم استخدام مبيد فترة تحريمه على الرغم من قوته لمزرعة مثمرة مثل الخيار أو الطماطم أو ثمار الفاكهة التي أوشكت على الجني ونحن كمختصين غير مسؤولين عن المزارعين الذين يستخدمون المبيدات ذات الثلاثة الأسابيع ولا يلتزمون بهذه الفترة. أما عن الحل من وجهة نظري كمهندس مختص بأن هناك مبيدات حيوية ظهرت ليس لها فترة تحريم وهذا نظام حديث لمكافحة الحشرات وتستخدم غالباً في الدول المتقدمة وهي مستخرجة من المواد الطبيعية التي لا تضر بصحة الإنسان كما أن هناك نظاماًَ آخر حديث وهو استخدام الأعداء الطبيعية للحشرات ويتم تكاثرها عن طريق المعامل المختصة بذلك وتوزع داخل المزارع مثل حشرة (المن) وهي العدو الطبيعي للمن النباتي وتسمى المكافحة بالأعداء الطبيعية وهناك فواكه وخضروات معالجة حيوياً ولا بها أي مبيدات حشرية سامة ولكن لا زالت أسعارها باهظة الثمن ولكن قيمة الإنسان هي الأغلى.
خطر الصرف الصحي
وعن رأي أخصائي تغذية استضفنا الأستاذ علي عسيري رئيس قسم التغذية بصحة الطائف وقال: إن مياه الصرف الصحي تتكون من المخلفات المنزلية من بقايا الدهون والأطعمة والمنظفات الصناعية المستعملة في الغسيل والتنظيف والمواد العضوية والمخلفات الآدمية بما في ذلك المخلفات الصناعية. أما عن أخطار هذه المياه فينتج عنها جراثيم مرضية أهمها البكتيريا الضارة التي تسبب مرض التفنونية واللوكيرا والرسنتاريا وغيرها. أما فيما يخص مراحل علاجها فهي ثلاث مراحل الأولى معالجة فيزيائية وهي التخلص من المواد والشوائب العالقة بها والمرحلة الثانية هي معالجة بيولوجية وهي التخلص من خلال الأكسجين الجوي في مياه المجاري لإنعاش البكتيريا الهوائية التي تحول مياه الصرف إلى مياه ذات سماد من خلال عمل أحواض ترسيب بفصل الماء عن الحماة، والمرحلة الثالثة هي مرحلة فلترة المياه المعالجة ثنائياً بواسطة المرشحات الرملية مع إضافة مادة الكلور للتعقيم، وتستخدم المياه المعالجة ثلاثياً في عملية ري الزراعة التجميلية وإنتاج أعلاف الحيوان ولا تستخدم في المزروعات التي تؤكل حرصاً على الصحة العامة رغم أن لها فائدة كبيرة في تحسين المحصولات الزراعية بشتى أنواعها. وعن الرأي الطبي في المبيدات الحشرية أخذنا رأي الدكتور علاء إبراهيم استشاري أمراض الكلى فقال: بصفة عامة استخدام المبيدات الحشرية في رش الفواكه والخضار إذا لم تكن بكمية معتدلة ومقننة فإن لها أضراراً كبيرة على صحة الإنسان لذلك فإن هناك أنواعاً معينة مسموح بها في الرش وأنواع غير مسموح بها وتسبب تراكماً في جسم الإنسان وتؤدي إلى تلف الأعضاء مثل الكبد والكلى وتوصل للفشل الكلوي وقصور وظائف الكبد وحتى المسموح بها يجب أن نتركها فترة معينة وتكون محددة حسب التعليمات على المبيد أو من قبل المهندس الزراعي ويكون تأثيرها ضعيفاً و ننصح دائماً بضرورة غسل الفواكه والخضار بالماء والصابون قبل استخدامها في الأكل المباشر أو الطهي ويمكن إزالة القشرة الخارجية.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved