| |
عندما يستغل الرجل حقوق المرأة لصالحه!
|
|
تعقيباً على ما يتم نشره في جريدة الجزيرة حول أمور المرأة أردت هنا أن أتطرق لموضوع يتعلق بحقوق المرأة وموقف الرجل منها فأقول: أتعجب كثيراً إلى حال المرأة، وكأنها على موعد دائماً مع من يغتصب حقوقها ويصادرها منها!! فلو نظرنا مثلاً إلى حق المرأة في العمل والذي طالما عارضه كثيرون (ولا يزالون) نجد أنه وعندما أعطيت المرأة الحق في أن تعمل لتكتسب رزقها نجد أنه يأتي هنا دور الرجل في أن يهيمن على راتب هذه المرأة كل حسب صلاحيته (أب أو زوج أو أخ) !! وبالطبع فإن أسلوب كل رجل في استغلال راتب المرأة لصالحه يختلف حسب صلاحياته ومدى حاجة المرأة إليه، فإن كان زوجاً فإنه سيقوم بمساومتها، وإذا كان أباً فإنه سيسيطر عليها وعلى ممتلكاتها بما يتمتع به من ولاية مطلقة!! ولو نظرنا إلى حق آخر هو من حقوق المرأة استطاع الرجل أن يستغله لصالحه وهو حقها في حضانة الأبناء، فنحن نعلم أن المرأة ضعيفة جداً أمام أبنائها وأنها تحرص على أن يكونوا بجانبها وفي حضانتها بعد الطلاق، فنجد أن كثيراً من الرجال يرمي بمسؤولية تربية الأبناء إلى طليقته متظاهراً برغبته في حضانتهم لتظن الأم عندها أنه بالتأكيد يريد حضانة الأبناء وأخذهم منها فعندها ستتنازل المرأة عن كل حقوقها لتحظى بحضانة أبنائها حتى لو دفعها ذلك إلى أن تتنازل عن حق النفقة لهؤلاء الأبناء لتتكفّل هي بالنفقة على أبنائها وتوفير كل ما يحتاجون إليه من الأمور المادية، وبهذا سينزاح الهم المادي عن هذا الرجل وبكل سهولة، وذلك نتيجة قلب الأم وحنانها على أبنائها، وبذلك يكون حق الأم بالحضانة مصدر راحة لهذا الرجل الذي رأى أن في حضانة الأم لأبنائها سبباً للتوفير المادي فيقوم بتوفير ماله لأغراض أخرى قد يكون الزواج الجديد أحد الاستثمارات التي تكون نتيجة تلك الحضانة التي وفرت عليه المال والجهد في تربية الأبناء!! ولو نظرنا كذلك إلى تجربة بعض الدول التي تعطي المرأة الحق في قيادة السيارة سنجد أنه أصبح هذا الحق مصدر استغلال للرجل، حيث أصبح الرجل يعتمد على زوجته في كل شيء من حيث توصيل الأبناء إلى المدارس وإعادتهم إلى البيت، إضافة إلى جلب أغراض ومستلزمات البيت والتي أصبحت من مهام الزوجة، إضافة إلى أن بعض الأزواج لا يقوم بمرافقة زوجته عندما تريد شراء مستلزماتها من السوق وذلك بحجة أن لديها سيارتها الخاصة، إضافة إلى أن هناك بعض الأزواج يقومون باستخدام سيارة الزوجة ليوفروا بذلك سعر الوقود الذي قد تستهلكه سياراتهم الخاصة!! أعتقد أن المرأة تحتاج بالإضافة إلى إعطائها كامل حقوقها المشروعة، هي بحاجة إلى حماية هذه الحقوق لتمنع الرجل من أن يستغل حقوق المرأة!! كما أن المرأة بحاجة إلى أن يتم تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة حول المرأة, وهذا يحتاج إلى دور فاعل من قِبل وزارة التربية والتعليم من خلال تضمين المناهج ما من شأنه توضيح مكانة المرأة وبيان حقوقها وتربية الناشئة (من الجنسين) على احترام الحقوق، إضافة إلى أهمية دور الإعلام في طرح قضايا المرأة وتثقيفها بحقوقها، وكذلك بث القضايا المهمة التي يحكم بها لصالح المرأة ليتعظ الجنس الذكري وليعلم أن هناك أنظمة تكفل للمرأة حقوقها.
فايز بن ظاهر الشراري
|
|
|
| |
|