الأديب القاص عبدالواحد الأنصاري يطل على القارئ من جديد بعمل سردي فاتن يجمع التشويق، واللغة، والحبكة المتوائمة مع بعضها البعض، ليحيك لنا قماشة فنية متكاملة التكوين تحقق الغرض، وترضي الزائقة، وتصوغ لنا من القصص حكاية شيقة تعالج الكثير من المواقف، وتفصح دون عناء عن مكنون اجتماعي لا يزال ثراً في قيمه، وتداعياته الوجدانية على نحو ما يبثه شخوص قصص (بكارة). هؤلاء الذين
...>>>...
بضاعته خرداوات نافقة، أما متجره فعراء صيفي لاهب، جدرانه أجساد المارة وزحامهم، وسماؤه أشعة شمس حارقة، فيما أرضه قارعة سوق الخميس، ورمضاء أديمها المشتعلة بغموم باعتها وهموم زبائنها، وأطياف غزل بريء، وآخر آثم يتربص ويتربص به.
قبل أن تغادر العصافير أعشاشها.. خرج عجلاً ليدرك تلك البقعة التي طالما سبق إليها في خميسات ماضية.. سيارته التي عودته التوقف لغير سبب.. كانت أكثر مروءة هذه المرة، فلم تقف إلا في
...>>>...
في الظلام ينشغل بتأمل القمر، جماله الساحر، تلك التغيّرات التي تحدث له خلال الشهر الهجري، من بدر كامل إلى أن يصل نصف دائرة صغيرة تنطفئ، وهو لا يريد أن ينطفئ، حارس أمن، يحمي المبنى بمن فيه، وكافة المارين، من يدخل أو يخرج. في الضوء ينشغل بمراقبة الناس، هؤلاء البشر، بكل ما فيهم من تناقضات وتباين، في ملبسهم وهيئاتهم، يستمتع بتغير مواعيد الدوام من نهار إلى ليل، يبتسم لكافة من يمر به، ذات مساء بائس
...>>>...