كان ذلك المساء الشتائي غارقا بتجاعيد المكان الذي أطبقت عليه السماء بفيض من مياه كانت مؤجلة سنة كاملة، قرية الحمادة التي تبعد عن العاصمة ستين كيلا لا تبلغها سيارات الشحن الصغيرة إلا بشق الأنفس، تدون ميلاد السماء، وهي تصوغ تاريخ الوجوه وترسم خطوط الأقدار على أديم أرضها الخصبة، رقية ابنة عمشاءِ الحيد لا تزال ضامرة الحشا لم يطوق جيدها غلالة بعد؛ اثنتا عشرة سنة العمر الكافي لتتحمل جزءا من
...>>>...
في رواية (الأرض لا تحابي أحداً) يبحر الكاتب علوان السهيمي في نهر متدفق من الصور التي تتساوق من الذاكرة، حاملة معها هموم الناس، ولواعج أهل الأرض، ومكابدات المدينة العاصمة وأهلها، وما جاورها أو تنأى عنها؛ فالبطل (قصاص) عني كثيراً في سرد بعض من تفاصيل حكايته المليئة بالأسئلة والحدس والرغبة في الخروج من مأزق الحياة الأليم حينما يحاول في دأب أن يسترجع حالة ابن الريف كاملة غير منقوصة.