هناك في البعيد إنسانة لها قلب شقيّ لم تستطع أن تقلّم أظفاره, أحياناً يحاكي البركان بثورته وأحايين أخرى يحاكي القمر بهدوئه وخموله حد الكسل, تنهمر موسيقى مزعجة حد الجنون تحمل ألواناً أربعة تأبي الانصياع للمألوف إلى اللامألوف. بالرغم من الموجات العاصفة التي تجتاحنا إلا أننا غالباً ما نقفز عائدين إلى محورنا الساكن لنتوازن مع مكنونات الحياة توازناً قد يخلق لنا متاعب جمة، وقد يكون ضحاياها ثُلة من البشر ممن هم ليس لهم نصيب مما اكتسبوا وكأنهم كصيّب من السَماء تجلّوا. نزخرف حياتنا بابتسامات لُجينية قُدّت من فضة النجوم، ولكن هل التجّمل والزينة والأحجار الكريمة الغالية وحرائر دودة القز تمنعُ جَهل الصَبَايَا؟ ذَات مَسَاء صَاخِب بِالنجُومِ المُتلألئة وخَارِج دَورَة حَيَاة الكُرَة الأرضِيَّة، تَراءت لَديها فِكرَةٌ رَيَّانَةُ القَوام غَجَرِيةُ السُلوك وَلا تَخَجَلُ مِنْ لِبسِ فُسَتانٍ عَارٍ إلا مِن قِطعَةٍ تَشِفُّ عَن تَفَاصِيل الإنسَان، فكرة مهلكة ولكنها جميلة من وجهة نظرها, وبين صفا تفكيرها ومروة حبها تتساءل: هل تشفّ الحياة عن ماء الفرحِ بداخلنا لنرتقي زلفى مع كل نجمة مستنيرين بكتب الفلاسفة والقديسين وحكماء التاريخ؟ وهل من العقل أن نضع أنفسنا في دوامة نجهل اتجاهاتها كرأس مال مغامر ربما يذهب أدراج الريح وربما يعود بأكثر مما ذهب به؟ تساؤلات تضج كهدير البحار وتنساب بعنف بين جبال الروح لتَرتُج كل ما فيها من أمان غائب حتى الفقد؟ ولكني هنا سوف أقدم اعتذاري لرجل تعايشت معه وكاد يختفي كخط الأفق بعد المغيب... لعله يغفر لي.
استميحكم ورداً أيها القراء أن تبتعدوا قليلاً وتعتدلوا في جلستكم فالقادم أهم من المهم الذي يُربككم,,,, فهذه كلمات اعتذار موجهة إليه: اعلمُ يا آخِر احتمالات الوضُوح... أنني كدّرتُ نبع مشاعرك واغتلتُ وهج َبدرٍ كاد يكتمل بعد خمسة عشر يوماً من المَرح, وخنت مهجة الشاعر فيك، عندما نخطئ بدون قصد فهذه عادة بشرية متوالية التكرار، ولكن عندما نخطئ بقصد وسبب ونتيجة فهذه صفة شيطانية قميئة,,, وأعتقد أنني كنت الثانية.. ربما أنا الشيطان في ثوب سيدة رقيقة تحاول الانتقام من مخلوقات أضعفتها حتى الوهن,, هل استرسل أكثر نفسي العيّاثة يخامرها موشحات نفسية يتردد صداها مع مدى نفسك المتساهلة معي حد ملمس الحرير,,,, عندما نحاول أن نتوحد مع كائن بشري فنحن هنا نكثّف حضور هذين المخلوقين قد يكون من نور أو من طين أو حتى من هلام,,,, وفي مساء سعيد العينين كنت هناك وأسميتك «متلازمة الدهشة» حاولت أن أمارس ضدك حمية ذهنية حتى لا أفكر بك، ولكن عادتي المسكونة بجرثومة الاكتشاف العنيدة هي ما جعلتني أذهب إلى أعالي دهشتك، فأنت غير الغير، وقد تكون كحل قصير الأجل سوف يؤدي إلى مشكلات طويلة الأجل، وكأنك نقطة ارخميدس عندما قال «اعطني نقطة ثابتة لأرفع العالم» ترائى لي أنك هذه النقطة التي سوف ترفع عالمي العقلي، حيث رأيت فيك كذلك مقولة ماركيز «الخيال هو تهيئة الواقع ليصبح فناً». أعجبني فيك جرأتك غير المحدودة بالنسبة لي، وقناعتي باختلافك تجلّت في محاولتي مشاكستك بطريقتي العقيمة، وكما هي عادتي المريضة والتي تتوافق مع مقولة نيتشه «عش في خطر» هي ما تحفزني على العيش في عالم رتيب كرمال الصحراء. ولكنني كنت أخافك حد الهلع لأنك كحصان طروادة ظاهره نافع وباطنه ضرر أكيد, ولأنني أخاف حاولت أن استخدم ذكائي العاطفي فهو ما يمنحني هامش حرية وأمان، إلا أنني غالباً ما أفشل فأنا لست ذكيه بما يكفي لأحمي نفسي, وخريطتي العقلية لم تساعدني على الإبحار في بيئاته المختلفة، وللتجارب السابقة طعم مر كالعلقم وكشجر الحنظل البري،,,, حاولت أن أجرب طريقة زن البوذية لأكتسب صفاء عقلي وهي طريقة زازان أي الجلوس في تأمل وصمت. نعم صمت.... تأملت ملمحك الطفولي الممزوج بقليل من شراسة محببة للنفس,,,, انفتحت أزرار نفسي، واندلقت روحي في سمائك ولكن تباً لكل من مر بواحتي ولوثها، اجتمعت في نفسي أجزاء كثيرة في كلّ مكتمل الفرح والحزن يتصافحان, اشتققت حكايتي من زوايا اجتماع مكسب وخسارة داخل روحي, وكأنني ازميرالدا الغجرية بجهلها وحاميها ذلك المسخ كوزومودو احدب نوتردام هل تعلم أيها المسكون بالغضب مني.... ما هو أكثر ما جذبني إلى أرضك المكوثرة بالصفاء، هو عدم توافقك مع وليم جيمس عندما قال: ليس هناك أشد بؤساً من رجل يكون إشعال كل سيجارة بالنسبة له، واحتساء كل قدح، وبداية كل نتفة من عمل، هي محل ترو ودراسة وتفكير. فأنت غير هيّاب وغير ممل. وهل تعلم لماذا أنا أخونك معك.... لأنني أؤمن بمقولة هيو بوين: إن المعلومات التوقعية تتيح تغيراً درامياً في الأداء. فأنا رغبت أن أقلب أوراق اللعب وأقامر بكل شيء حتى أستبين خفاياك المطلية بالفضة, وحتى نشكل الذهب لا بد من صهره,,, نصهره تحت نار حارة ملتهبة. ...ورأيتك كالذهب ورغبت أن أصهرك حد الذوبان لأرى أي قالب تتشكل فيه فآمنك واستظل بك في هجير الحياة..... هل تعلم أنني مصابة بصدمة عاطفية أكبر من طاقتي لعلك لم تتفهمني كثيراً، وربما اعتبرتني مصابة بالبارانويا أي جنون العظمة أو الاضطهاد أو أي مرض عقلي، ولعلك كنت تتحرى الأعراض، ليتها كانت مرضاً لكان الصمت هو الرفيق والنديم. إلا أنني والذي أعرفه عن نفسي حتى الآن أنني لا أعيش حب مازوشي ولا حب أسود، ولست «دراما كوين». تعلم يا غريب الوجود.... أن قانون الحكاية تبدأ تتصاعد وتنتهي وأنا هنا لم أبدأ، فكيف انتهي, وكأنني صافحتك بلا أصابع, وهل تعلم إن علاقتي بك هي أكبر من امرأة ورجل... هي حياة بشر كاملين لا تتشابه جزيئات DNA الموجودة في خلية كل واحد فيهم وإيماني أننا يوماً ما سننتقل في الحياة عبر الجزيئات هي ما تجعلني أفكر بكل شيء بطريقة مجنونة، وبمبدأ «كون آي» أي التحسين المستمر اللانهائي.... هي فقط عملية ربط عصبي لكل ما حولي. ومن هنا أعدك أنني سوف أعيد ترتيب نفسي, نحن لا نحمل دساتير إنسانية معنا, ولا خرائط او بوصلات ولا حتى حاسبات تدلنا على مكمن الخلل فينا، واعلم أن شكك الآن بي أعتى من شك ديكارت المشروط وهذا يعجبني. أعلم أنني كنت أنانية ولم أكن مثل دولة إيران توسعية بل رغبت أن أكون مثل إسرائيل دولة استيطانية احتلك بجيوشي الوهمية حد القمع, رغبت أن انتهج معك مبدأ الشفافية مثل ال CPI منظمة الشفافية العالمية وأطبق قانون أشعة الشمس لتراقبني بعد الآن وتحاكمني. فقلبي ما زال يتربص بك حد البكاء.... هل ستبادلني ابتسامة متسامحة كسماء رائقة......؟
وهل بعد هذا كله ستغفر لي زلتي المقصودة؟
الرياض