يعتبر الفيس بوك من أجمل وسائل الربط بين البشرية، إذ يمكنك أن تتواصل مع ملايين الناس ومن مختلف بقاع الأرض بطريقة سهلة ومباشرة كما أنه يتمتع بمزايا عديدة يعرفها من يتعامل معه.
وقد فكرت بإنشاء صفحتي على هذا الموقع بعد توقف ملحق الجزيرة مؤخراً حتى لا ينقطع التواصل بيني وبين القراء كما أنني لا أجيد التنقل من مكان إلى آخر ولا أحبذه لذا كانت هذه الفكرة صائبة ولكن!
العرب لا يجيدون التعامل مع وسائل الاتصال الحرة التي يتيحها لهم الغرب وجولة بسيطة في الصفحات العربية على هذا الموقع كفيلها بأحداث صدمة بمجرد الدخول إليه، وأتمنى من الرقابة ألا تشتت شمل هذه المقالة وسأحاول بقدر الإمكان المحافظة على الذائقة العامة وعدم الخوض في ما قد يهلك هذا الموضوع!
اللافت للنظر والمثير للصدمة على الفيس بوك هو سوق النخاسة للنساء والرجال على حد سواء وكل شيء (بالمفتشر) الصورة، البلد، رقم الهاتف وكأن الحياء قد انسخط من وجه الأرض! أما الصور التي تنشر على هذا الموقع فهي شيء لا يتخيله عقل (ابتذال، انحطاط، سقوط، وغرق في الرذيلة حتى النخاع)!!
والسؤال هو: لماذا لا يمارس هؤلاء شهواتهم بعيداً عن الأعين؟ فالمجاهرة بانحطاط الأخلاق ليست شطارة والحياة أكبر من أن تكون مجرد ممارسات جنسيه عابرة.
يؤلمني فعلاً أن أرى شابة صغيرة لا تفكر سوى بعرض جسدها للبيع ويؤلمني مشاهده شاب في مقتبل العمر يترك الحياة بعلمها وأسرارها وجمالها ويبحث عن الدناءة ويجاهر ببحثه.. مؤلم فعلاً هذا المشهد مؤلم لأنه يحمل بين طياته الكثير من الفتيات والفتيان التائهين الغائبين عن الحياة وسموها.
موقع الفيس بوك موقع جميل وبه حرية كبيرة أتمنى أن نتعلّم كيف نحترمها ونقدرها قد تكون تجربتي في هذا الموقع بسيطة تغلب عليها العاطفة لكنها تجربة ثرية أسعدتني وأضافت لي الكثير وعرفتني بكتّاب ما كنت أعتقد بأنني سأعرفهم يوماً لبعد مجالات الكتابة لكنه الفيس بوك يجعل الأرض صغيرة رغم كبرها ولا يخلو الأمر من بعض المنغصات فعندما تفتح صفحتك للمشاركين والسماح لهم بالكتابة ونشر الصور تفاجأ أحياناً بشيء من الوقاحة التي تأتيك من هنا أو هناك وهذا أمر اعتدت عليه مؤخراً بعد أن كان يستفزني أو يغضبني.
وأود التنويه إلى أن هناك أبطالاً حقيقيين استطاعوا أن يمدوا يد العون إلى مجتمعاتهم وفي كل المجالات الإنسانية وخير مثال على هذا الأمر كارثة جدة وما أفرزته من شريحة شبابية معطاءة استطاعت أن تسخّر هذا الموقع لمساعدة الأسر المنكوبة مادياً ومعنوياً.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7904» ثم أرسلها إلى الكود 82244
دبي
amerahj@yahoo.com