ومن الجدران التي وجدت رواجاً هائلاً جدار روجر ووترز، وهو الألبوم الخطير لفرقة بنك فلويد Pink Floyd، الذي حقق نقلة نوعية في الموسيقى، وحقق الفيلم المأخوذ عنه بُعداً سينمائياً جديداً، مع إيرادات خيالية، وكلمات الأغنية الشهيرة (طوبة أخرى في الجدار)، لمؤلفها روجر ووترز Roger Waters، تسير ضمن الرفض للسيطرة على عقول الناس بالتعليم التلقيني الذي لا يترك مجالاً للإبداع، أو التعليب، أو بالحروب المدمرة، التي تبدأ بالتحريض. ومعروف عن ووترز رفضه للحروب، وأثر الحرب العالمية الثانية واضح على معظم إنتاجه: Another Brick in the Wall
We don AND apos;t need no education We don AND apos;t need no thought control No dark sarcasm in
the classroom Teachers leave them kids alone Hey! Teachers! Leave them kids
alone! All in all it AND apos;s just another brick in the wall. All in all you AND apos;re just
another brick in the wall.
والمعروف أنه مهما علت أسوار المدارس أو السجون فإنها لا تستطيع الحجر على عقول مرتاديها، أي أنه لا يمكن تسوير العقول والأفكار، ولا سجن الحقيقة، ولعل في نيلسون مانديلا وغيره من سجناء الرأي والقضايا العادلة أمثلة ناصعة على ذلك.
وأما أحدث الجدران أو الجدر فهو موقع الفيس بوك Facebook، وهو موقع يتيح لمن شاء إقامة جدار افتراضي يعلق ويكتب عليه ما يشاء من نتاجه، يطلع عليه المريدون، كما يطلع هو على نتاجهم؛ لتصبح أحدث وسيلة للتواصل، ونقل المعرفة عبر العالم، ويتجاوز المشاركون فيه اليوم عدد سكان أمريكا.
وعلى ذكر الكتابة على الجدران الافتراضية فقد ارتبطت الجدران الحقيقية بالكتابة والنقوش والتدوين الذي يؤرخ للحضارات كما في جدران الأهرام والمدن البابلية والآشورية القديمة وسور الصين، أما في العصر الحديث فقد أصبحت الجداريات فناً، وغدت الجدران معرضاً فنياً، وملصقاً إعلانياً. أما الشوارع الخلفية للعواصم والمدن الكبيرة فهي سبورة للاحتجاجات والمناشدات وصرخات الغضب والاستنكار، ومكان مفضل لتنفيس الرغبات والميول لدى المراهقين عبر العالم.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 5182 ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض
mjharbi@hotmail. com