تُعرب ألفاظ العقود إعراب جمع المذكر السالم (ثلاثون- ثلاثين)، وهي بهذا كغيرها من الألفاظ التي تُعرب هذا الإعراب مثل (سنون- سنين)، على أن من العرب من التزم الياء وأظهر الحركات على سنين ونحوها من الثنائيّ، قال الفراء (معاني القرآن، 2: 92) «ومن العرب من يجعلها بالياء على كل حال ويعرب نونها فيقول: عِضينُك، ومررت بعضينِك، وسنينك، وهي كثيرة في أسد وتميم وعامر». قال ابن مالك (شرح التسهيل، 1: 85-86) «ولو عومل بهذه المعاملة عشرون وأخواته لكان حسنًا؛ لأنها ليست جموعاً، فكان لها حق الإعراب بالحركات كسنين».
وجرى استعمال بعض المحدثين على جمع ألفاظ العقود بألف وتاء (ثلاثينات)، وبعضهم على جمعها بعد النسب إليها (ثلاثينيّات)، وعدّ محمد العدناني الاستعمال الأول خطأ، جاء في (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة) ص106 عند المدخل318 «ويقولون: أَلَّفت الكتابَ في الثّلاثيناتِ، والصّوابُ: أَلّفتُهُ في الثّلاثينيّات، اعتماداً على قرارِ لجنةِ الألفاظِ والأساليبِ في مجمعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرة، في دورة عام 1973، ذلك القرار الذي وافق عليه مؤتمر المجمع، والذي نصّه: ترى اللجنة أنّ ألفاظ العقودِ يجوزُ أن تجمع بالألف والتاء، إذا ألحقت بها ياء النسب، فيقال ثلاثينيّاتٌ، ويدل اللفظ حينئذ على الواحد والثلاثين، وفي هذا المعنى لا يقال ثلاثينات بغير ياء النسب».
وإنما لا يقال ثلاثينات لأنه لا يثنى ولا يجمع من أسماء العدد المفتقر إلى تمييز سوى المئة والألف (شرح التسهيل، 2: 407).
ونسبوا إلى (ثلاثين) لا (ثلاثون) فقالوا ثلاثينيّات لا ثلاثونيّات، لأن النسب في الغالب يكون إلى المفرد بتجريده من الزيادة الدالة على جمع السلامة، فينسب إلى (مسلمون) فيقال: مُسلمِيّ، وليس التجريد ممكنًا في ألفاظ العقود؛ إذ الزيادة جزء من بنيتها، ولأنها وإن حملت على جمع السلامة إعراباً، فليست بجموع سلامة بل هي أسماء جمع، وعدها السيوطي مفردة (همع الهوامع،1: 154)؛ قال عطية الصوالحي (الألفاظ والأساليب،82) «وإذا كانت أسماء العقود أسماء جموع لا وحدان لها من ألفاظها، ولا من معانيها، كما نقله الصبان عن الدنوشري والرمّاني، وما نقله يس عن الزرقاني، إذا كانت كذلك، وهي بمنزلة المفردات تعين بلا نزاع أن ينسب إليها على ألفاظها، فيقال: عشرينيّ وثلاثينيّ إلى تسعينيّ، ولا يصح في النسب إليها غير هذا الوجه خلافاً لمن زعم ذلك». ولذلك عُدل في النسب إلى ما فيه الياء لقربه من المفرد؛ لإمكان إظهار الحركة على النون كما ظهرت على سنين، وعلل ابن مالك(شرح التسهيل، 1: 86) التزامهم الياء في المعرب بالحركات نحو سنين بأن ما حمل عليه من المفرد المنتهي بياء ونون مثل (غِسلين) أكثر من المنتهي بواو ونون مثل (عَرَبون)، وبأن الواو في جمع المذكر السالم علامة منفردة للرفع بخلاف الياء المشتركة بين النصب والجر فلو ضمت النون بعد الواو (ثلاثونُ) لظهر كأنه رفعان، وقال إن التزام الواو قليل والحمل عليه ضعيف.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7987» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض